الزواج قرار مصيري، يُبنى عليه مستقبل أسرة، وقد يحتار الشاب أو الفتاة: هل أُقدم؟ هل هذا هو الشخص المناسب؟
في مثل هذه اللحظات، شرع لنا الإسلام هدية عظيمة اسمها الاستخارة.
هي ليست مجرد دعاء، بل عبادة قلبية عظيمة تُعبّر عن صدق التوكل على الله، واليقين أنه وحده يعلم الخير لنا ويقدّره في وقته المناسب.
❖ ما هي الاستخارة؟
الاستخارة: طلب الخير من الله، عندما يحتار العبد بين أمرين أو يتردد في اتخاذ قرار، كاختيار شريك الحياة.
قال النبي ﷺ:
“كان رسول الله ﷺ يُعلّمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يُعلّمنا السورة من القرآن…”
[رواه البخاري]
↢ وهذا يدل على أن الاستخارة سُنة نبوية مؤكدة، يُشرع اللجوء إليها قبل الإقدام على الخطبة أو الزواج.
❖ متى يحتاج العبد إلى الاستخارة في الزواج؟
-
عند التردد في قبول أو رفض الخاطب.
-
عند التفكير في التقدم لفتاة دون معرفة تامة عنها.
-
عند الحيرة بين خيارين أو أكثر.
-
عندما يشعر القلب بالقلق ويحتاج إلى توجيه من الله.
❖ كيفيّة صلاة الاستخارة
-
توضأ وصلِّ ركعتين من غير الفريضة.
-
بعد السلام، ارفع يديك وادعُ بالدعاء النبوي التالي:
“اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تَقدِر ولا أقدِر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب.
اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (وتسمي حاجتك: الزواج من فلان/فلانة) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاقدره لي ويسّره لي ثم بارك لي فيه.
وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضِّني به.”
❖ ماذا بعد الاستخارة؟
↢ لا يُشترط أن ترى رؤيا.
↢ إنما العلامة تكون بـ:
-
تيسير الأمور نحو الخيار المناسب.
-
أو صرف القلب عنه دون عنف.
-
أو ظهور شيء لم يكن في الحسبان.
والأهم: أن تمضي بعد الاستخارة مطمئنًا، لأنك فوضت أمرك لله، ولن يخذلك ربٌّ كريم.
❖ وصايا مهمة:
-
لا تستخير وأنت مُصرّ على نتيجة محددة.
-
لا تجعل مشاعرك تقودك، بل اجعل الاستخارة تقود قلبك.
-
استخير ثم استشر العقلاء من أهلك وأهل الدين والخبرة.
-
كرر الاستخارة إن شعرت بالحاجة لذلك.
✦ في “الزواج السعيد”:
نحرص على تذكير جميع أعضائنا بأهمية صلاة الاستخارة قبل القَبول أو التقدّم لأي طلب زواج، لأننا نؤمن أن الزواج الموفق يبدأ بدعاء صادق، لا بصورة ملفتة أو كلمات منمّقة.
❖ خلاصة:
إذا أردت زواجًا مباركًا، فابدأ بـ الاستخارة، واجعل الله هو من يختار لك، فاختياره خير من اختيارك، وتدبيره أعظم من تفكيرك.