بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

نصائح وتوجيهات

نسعى في هذه الصفحة إلى تقديم إجابات شاملة لأهم الأسئلة المتعلقة بالزواج الإسلامي، مُستندين إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. كما نحرص على نشر نصائح وإرشادات هادفة مُستمدة من تعاليم الإسلام من خلال منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بنا.

نتمنى أن تساهم هذه المعلومات في توعية الراغبين في الزواج بأهميته وأهدافه السامية في الإسلام، ونسعى جاهدين لتقديم المزيد من الدعم والإرشاد لبناء حياة زوجية سعيدة مُستَنِدَةٍ إلى تعاليم الإسلام تُسعدكم في الدنيا والآخرة.

لا تترددوا في تصفح الأسئلة أدناه، وإذا كان لديكم أي سؤال لم يتم الإجابة عليه، فلا تترددوا في الاتصال بنا للحصول على المساعدة. يسعدنا تقديم معلومات عامة حول الزواج من منظور شرعي، ونشجعك على طرح أي أسئلة لديك دون تردد. مع ذلك، نودّ التأكيد على أننا لا نستطيع تقديم فتاوى دينية مُلزمة أو إجابات مُحددة على جميع الأسئلة. في حال رغبتك باستشارة مُتخصصة، مثل مفتٍ أو مُختصٍّ في الشأن الشرعي، يُمكننا مساعدتك في العثور على الجهة المُناسبة للحصول على المساعدة المُلائمة.

يرجى النقر على السؤال لتظهر لك الإجابة.

ما هي برأيكم أهم نصيحة للمقبلين على الزواج؟
  1. التثقيف الديني حول الزواج بكل تفاصيله هو البوصلة التي سترشدك نحو حياة زوجية سعيدة ومباركة. فمعرفة أهداف الزواج وأحكامه، وما شرع من أجله، وخطواته، تُمثّل بوصلةً ترشدك نحو درب السعادة الزوجية. لذا، ننصح كل مقبل على الزواج بأن يُزود نفسه بالعلم الديني الشامل في هذا الموضوع.

الزواج: ميثاق غليظٌ وسُنّة نبوية

يتجاوز الزواج كونه مجرد عقد اجتماعي أو عرفًا تقليديًا، ليُصبح ميثاقًا غليظًا وسُنّة نبوية حثّ عليها الإسلام وأمر بها نبيّنا الكريم – صلى الله عليه وسلم -. فهو رحلة مقدسة نحو السعادة الحقيقية واستكمال نصف الدين، وبناء أسرة مسلمة تُساهم في إعمار الأرض ونشر الخير.

وعيٌ عميق لِغَايَةِ الزواجِ الإسلامي:

يقع على عاتق المسلم مسؤولية إدراك الغاية السامية من الزواج الإسلامي، وفهم الأسباب التي حثّ الشارع الحكيم على تشريعه. فهو عبادةٌ يُكمل بها المسلم نصف دينه، ويُحصّن نفسه من الوقوع في المحرمات، ويُساهم في نشر القيم والمبادئ الإسلامية. كما ينبغي عليه اختيار شريك حياته بعناية، مسترشدًا بصفات المؤمن الصالح والخُلُق القويم.

الالتزام طريقُ السعادةِ الحقيقية:

يُعدّ الالتزام بالضوابط الشرعية والتعاليم الإسلامية حجر الأساس لضمان نجاح الزواج الإسلامي واستدامته. فهو السبيل لتحقيق السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة، ونيل رضى الله – سبحانه وتعالى -.

مسؤوليةٌ مشتركةٌ ومُكَمّلة:

لا تقتصر مسؤولية إنجاح الزواج الإسلامي على طرف واحد، بل تتطلب مشاركة فعّالة وتعاونًا تامًا من كلا الزوجين. فكلٌّ منهما يكمل الآخر، ويُساعده على الوفاء بالتزاماته الشرعية والأخلاقية.

البحث عن المعرفةِ الشرعية:

نشجّع جميع الراغبين في الزواج على البحث عن المعرفة من خلال مصادر موثوقة تُعنى بالشرح الإسلامي الصحيح لمسألة الزواج، مثل:

  • كتب العلماء الموثوقين: البحث عن كتب العلماء المختصين في الشرح الإسلامي لأحكام الزواج وآدابه، مثل كتب الإمام ابن باز أو الشيخ ابن عثيمين.
  • المواقع الإسلامية الموثوقة: البحث في المواقع الإلكترونية التي تُعنى بنشر العلوم الإسلامية الصحيحة، مثل موقع “إسلام ويب” أو موقع “الألوكة” أو موقع “ابن باز“. تجد في هذه المواقع أقسامًا تضم كل ما يتعلق بالزواج، بالإضافة إلى مربع بحث يتيح لك كتابة ما تبحث عنه ليظهر لك النتائج.
  • المقاطع الدعوية على وسائل التواصل: يُمكن مشاهدة بعض المقاطع التي تتعلّق بالزواج، مع التأكد من سلامة منهج الشيوخ الذي تأخذ منهم المعلومة.
  • الحضور في الدروس الشرعية: التواجد في حلقات العلم والفتاوى التي يُلقيها الشيوخ الموثوقون، والاستفادة من نصحهم وإرشاداتهم.

مواضيع هامة للبحثِ والفهم:

  • أهمية الزواج وفوائده في الإسلام
  • أهداف الزواج الإسلامي
  • الحثّ على الزواج والتبكير فيه في الإسلام
  • تيسير الزواج في الإسلام
  • أسس وقواعد اختيار الشريك المسلم
  • النظرة الشرعية
  • الاستخارة في النكاح
  • الاستشارة في النكاح
  • التحري والسؤال على الشريك المسلم
  • آداب الخطبة والزواج في الإسلام
  • حقوق وواجبات الزوجين في الإسلام
  • تربية الأبناء تربيةً إسلامية
  • حلّ المشكلات الزوجية وفقًا للتعاليم الإسلامية
  • آداب الأفراح الإسلامية
  • حكم الزواج عن طريق الإنترنت
  • وغيرها من المواضيع الهامة التي تُثري المعرفة وتُساهم في بناء حياة زوجية سعيدة مُستَنِدَةٍ إلى تعاليم الإسلام.

ابحث عن أي عنوان من عناوين المواضيع هذه في محرك Google وستجد عشرات النتائج لمواقع تقدم معلومات شاملة حول هذا الموضوع.

ما هي أهم النصائح الدينية للمقبلين على الزواج؟

قبل الزواج:

التوكّل على الله تعالى:
بدء خطوات الزواج بالاستعانة بالله تعالى والدعاء له بالتوفيق والسداد.
طلب الاستخارة من الله تعالى قبل اتخاذ أي قرارات مصيرية.
التوكل على الله في تيسير أمور الزواج وتذليل العقبات.

اختيار الزوج/ الزوجة الصالح/ الصالحة:
الحرص على اختيار شريك الحياة المسلم/ المسلمة الملتزم/ الملتزمة بأخلاق الإسلام.
إعطاء الأولوية للدين والخلق عند اختيار شريك الحياة.
الاستشارة مع أهل العلم والدين وأصحاب الخبرة في اختيار الزوج/ الزوجة.

التأكد من الكفاءة:
التأكد من قدرة كل من الزوجين على تحمل مسؤوليات الزواج، بما في ذلك المسؤوليات المالية والنفسية والعاطفية.
مناقشة الأمور المالية والصرفيات وتقسيم المسؤوليات  بشكل واضح قبل الزواج.
التأكد من التوافق الفكري والنفسي بين الزوجين.

التعلّم من السيرة النبوية:
دراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وفهم كيف كان يعامل زوجاته وكيف عاش معهن.
قراءة كتب السنة النبوية وآثار الصحابة والتابعين في كيفية التعامل بين الزوجين.
التعلم من تجارب الزواج الناجحة في الإسلام.

بعد الزواج:

الحفاظ على العلاقة الزوجية:
إظهار الحب والاحترام والتقدير المتبادل بين الزوجين.
التواصل الفعال وحل الخلافات بالحوار والتفاهم.
قضاء وقت ممتع معًا ومشاركة الاهتمامات المشتركة.
الحفاظ على الرومانسية والمودة بين الزوجين.

الوفاء بالعهد الزوجي:
الالتزام بجميع واجبات الزوج/ الزوجة تجاه بعضهم البعض.
احترام حقوق كل طرف وتلبية احتياجاته.
الصبر والتسامح عند حدوث أي خلافات أو مشاكل.

تربية الأبناء تربية إسلامية:
غرس القيم والمبادئ الإسلامية في نفوس الأبناء.
تعليمهم الفرائض والعبادات الإسلامية.
الحرص على تنشئتهم في بيئة إيمانية آمنة.

المشاركة في الحياة الزوجية:
التعاون في جميع أمور الحياة، بما في ذلك الأعمال المنزلية وتربية الأبناء.
تحمل المسؤوليات بشكل مشترك كل حسب وظيفته ودوره في الحياة الزوجية والاسرية .
تقديم الدعم والمساندة المتبادلة.

الدعاء لِدوامِ السعادةِ الزوجية:
الدعاء الدائم لله تعالى بحفظ العلاقة الزوجية وتقوية أواصرها.
الدعاء للمحبة والمودة والتفاهم بين الزوجين.
الدعاء لحسن تربية الأبناء وجعلهم صالحين بارين.

ملاحظة:
هذه مجرد نصائح عامة، وقد تختلف احتياجات كل زوجين عن الآخرين.
من المهم طلب المساعدة الأسرية والنفسية من المختصين إذا واجهتم أي صعوبات كبيرة في علاقتكم.
تذكروا أن الزواج رحلة مقدسة تتطلب المجهود والالتزام من كلا الشريكين. مع بذل الجهد والتفاني، يمكنكم بناء زواج سعيد ودائم مليء بالحب والاحترام والسعادة.

ما هي النصيحة الذهبية التي تُختصر سر الزواج السعيد برأيكم؟
  1. اجعل تقوى الله والالتزام بتعاليمه الإسلامية أساس حياتك الزوجية.

للأسف، يُسيء العديد فهم مفهوم الزواج الحقيقي، معتقدين أنه يقتصر على حفل الزفاف وإنجاب الأطفال. بينما يتجاهل البعض الرابط الوثيق بين الزواج والدين، ففي ظل ابتعاد بعض الأزواج عن تعاليم الدين، تتحول الحياة الزوجية إلى واجبات روتينية ومشاعر سلبية.

ولكن، بإيمانك الراسخ بالله وحرصك على مرضاته وتقواه وتوكلك عليه ، ثم بالحكمة يمكنك تحويل زواجك إلى جنة على الأرض باتباع هذه النصائح:

اختر شريك حياتك بِمُقاييسٍ دينيةٍ: اجعل الدين أهم معيار لاختيار شريك حياتك، وابحث عن من يُشاركك نفس القيم والمبادئ الدينية.
ابدأ زواجك بنية خالصة لوجه الله: تزوج لِإعمار الأرض بمن يعبد الله ويوحده ولنشر القيم الإسلامية  باكثار نسل المسلمين، لا لمجرد اشباع رغباتك الفطرية وان كانت مقصدا من مقاصد الزواج .
اجعل بيتك ملاذًا للطاعة: احرص على أداء الصلاة في المسجد جماعة وعلى صلاة زوجتك وأبناءك في وقتها ، اقرأوا القرآن الكريم وتعلموا أحاديث السنة النبوية وتفقهوا في دينكم، وطبقوا أحكام الإسلام في حياتكم اليومية.
عاملا بعضا كزوجين بالإحسان والمعروف: عامل/ي شريك حياتك بالحب والاحترام والتقدير والتوقير لأوامره وطاعته في كل ماأمر الله تعالى وفي كل شيء مادام مُرضيا له سبحانه لايتجاوز أوامره ونواهيه.
ربوا أطفالكم على طاعة الله: غرسوا في أبنائكم القيم الإسلامية الصحيحة، وكونوا قدوة حسنة لهم.

بتقوى الله والالتزام بتعاليمه، ستُبنى حياتكما الزوجية على أسس متينة من الحب والاحترام والسعادة، وستُنعم أنت وزوجك/زوجتك بحياة مليئة بالبركة والسكينة في الدنيا والآخرة.

هل يجوز مراسلة الأجنبيات عن طريق الإنترنت للتعرف والزواج؟

مُراسَلةُ المرأةِ الأجنبيَّةِ وتكليمُها ـ ولو بحُجَّةِ التعارف أو دعوى الزواجِ ـ غيرُ جائزةٍ شرعًا، سواءٌ بالوسائل العاديَّة أو عبر الإنترنت؛ لِمَا في ذلك مِنْ فتحِ باب الفتنة، وتوليدِ دوافعَ غريزيَّةٍ تبعث في النفس حُبَّ الْتِمَاسِ سُبُلِ اللِّقاءِ والاتِّصال، وما يترتَّب على ذلك مِنْ محاذيرَ لا يُصانُ فيها العِرْضُ ولا يُحفَظ بها الدِّين؛ لقوله صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ»(١)، وقولِه صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: «فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ؛ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ»(٢)؛ ذلك لأنه مهما احترز مِنَ الشيطان وعداوتِه له في موضعِ المفسدة فإنه يُوقِعه في المحظور بإغرائه بها وإغرائها به، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمۡ عَدُوّٞ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ إِنَّمَا يَدۡعُواْ حِزۡبَهُۥ لِيَكُونُواْ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ ٦﴾ [فاطر]، وقال تعالى: ﴿أَفَتَتَّخِذُونَهُۥ وَذُرِّيَّتَهُۥٓ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِي وَهُمۡ لَكُمۡ عَدُوُّۢۚ بِئۡسَ لِلظَّٰلِمِينَ بَدَلٗا ٥٠﴾ [الكهف].

هذا، والأصلُ وجوبُ إبعادِ مفسدةِ الفتنة والإثارة، ودرؤُها مقدَّمٌ على مصلحةِ التعرُّف والزواج؛ عملًا بقاعدةِ: «دَرْءُ المَفَاسِدِ أَوْلَى مِنْ جَلْبِ المَصَالِحِ».

والعلم عند الله تعالى

كما ورد في فتاوى الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس

ما حكم الزواج عن طريق موقع زواج على الإنترنت؟

مواقع الإنترنت التي تعتني بتوفير فرصة التعارف بين الشباب والفتيات لغرض الزواج على نوعين:

النوع الأول:

مواقع ملتزمة بالضوابط الشرعية والأخلاقية، يحرص القائمون عليها على أقصى درجات الحذر من الفاسدين المغرضين: فهذه لا حرج من الاشتراك فيها، والاستفادة منها.

النوع الثاني:

مواقع غير ملتزمة بالضوابط الشرعية، لا تحفظ حرمة المعلومات الواردة إليها، ولا يُعرَف القائمون عليها بالدين والأمانة: فهذه يجب الحذر منها، ولا يجوز الاشتراك فيها.

وفي كل الأحوال لا نحبذ سلوك طريقة التعارف عن طريق مواقع الإنترنت لأجل الزواج لما فيها من المخاطرة. والله أعلم.

كما ورد في فتاوى الشيخ عبد الكريم الخصاونة

هل الاستخارة واجبة في حال الرغبة بالزواج؟

إذا أردت أن تتزوج من امرأة وأنت مطمئن إليها، تعرف فضلها ودينها وخلقها، وأنك لست في شك منها، فلا حاجة للاستخارة، الاستخارة في الشيء الذي تشك فيه، إذا كنت تشك في صلاحها لك تستخير الله، فإذا صليت الركعتين، ورفعت يديك، وطلبت الله بدعاء الاستخارة، ثم انشرح صدرك فاستقم، وبادر إلى خطبتها، واتفق مع أهلها، ولو تأخر العقد أو الدخول.

أما إذا كنت منشرح الصدر، عارف قد عرفتها تمام المعرفة ليس عندك شك في أمرها، فلا يظهر هناك حاجة للاستخارة؛ لأن الاستخارة إنما تفعل في الأمور التي قد يقع فيها اشتباه، أو يخشى من عاقبتها.

فالمقصود: الاستخارة في الشيء الذي فيه أدنى اشتباه، أما الشيء الواضح الذي ما فيه اشتباه، وأنت قادر عليه، وهو خير محض، فليس فيه استخارة، مثلما أنك ما تستخير، هل نتغدى أو ما تتغدى؟ تتعشى أو ما تتعشى؟ هل تجامع زوجتك؟ ما فيه استخارة؛ لأنها أمور معروفة مصلحتها، وفق الله الجميع.

كما ورد في فتاوى الشيخ ابن باز

ما هي الخطوات والإجراءات اللازمة للخطبة؟

1) ينبغي للخاطب أن يحرص على صلاة ودعاء الاستخارة، وأن يحرص على اللجوء إلى الله بالدعاء له بالتوفيق والسداد وأن يلهمه الخير والرشاد؛ لأهمية أمر الزواج وأثره الكبير على مستقبله في دينه ودنياه.

2) ولا يتقدم الخاطب لخطبة الفتاة إلا بعد أن يكون عازماً على الخطبة لا لمجرد النظر والتجربة.

3) ويجوز له شرعاً أن يذهب إلى وليها بمفرده, لكن الأفضل أن يصطحب أحداً من أهله كأبيه أو أخيه الأكبر إظهاراً لجديته في الخطبة, ولكراهية بعض الأعراف ذهاب الرجل إلى الولي بمفرده, ويجوز له عند الحاجة توكيل من يثق به.

4) وليحرص الخاطب على توفر صفات (الدين والخلق)؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (فاظفر بذات الدين تربت يداك وقياساً على الرجل الخاطب في قوله: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) وكذا ما يرضاه من صفة (الجمال) كونه أيضاً من مقاصد النكاح لقوله صلى الله عليه وسلم: (فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج).

5) جواز النظر إلى المخطوبة لما في ذلك من حصول المودة بينكما وفي الحديث: (أنظر إليها؛ فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) صحيح الترمذي، أي: أجدر أن تدوم المودة بينهما.

وفي صحيح أبي داود: (إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل)، وخصّه جمهور الفقهاء بالوجه والكفين، وزاد بعضهم: الرأس والقدمين لدخوله في عموم الحديث إلى ما يدعوه وهو قول وجيه معتبر، ولا يجوز للخاطبين الغش في إظهار مستوى المال أو الجمال كأن تتزين المخطوبة بالمكياج والمساحيق, أو الخاطب بصبغة السواد وخلع النظارة؛ منعاً من التدليس والغش على الخاطب، ولا يتعمد الخاطب النظر بشهوة كونها أجنبية عليه.

6) وليعلم أن الخطبة مجرد وعد لا إلزام فيه بالزواج, فإذا بدا لأحدهما التراجع لأي سبب من الأسباب المعتبرة لديه فله ذلك.

7) ولا تنبغي المبالغة في إعلان الخطبة وإقامة الأفراح؛ لعدم ورود الإعلان إلا في العقد, ومنعاً من وقوع الحرج فيما إذا تراجع الخاطبان عن الخطبة بعد تمامها، لكن يستحب أن يقدم الخاطب هدايا غير متكلفة للمخطوبة ولأهلها, بما جرى عليه عُرف الناس وفي الحديث: (تهادوا تحابوا).

8) وللخاطبين أن يتكلما مع بعضهما فيما يهمهما من أمور الزواج حتى يحصل الاطمئنان, ولا يجلس ملاصقاً لها ولا يتوسعا في الحديث بالكلام العاطفي ونحوه.

9) وإذا حصلت الموافقة على الخطبة, فينبغي أن يحمد الخاطبان ربهما سبحانه وتعالى, وأن يتفقا على المهر وتكاليف الزواج ووقته وتفاصيله المؤثرة في إتمامه؛ منعاً من حصول الاختلاف بعد ذلك، وليحرصا على اشتراط التزام تعاليم وآداب الإسلام في الزواج, كاشتراط منع الاختلاط المحرّم والأغاني الهابطة والرقص الفاحش ونحوه ؛ حرصاً على مرضاة الله تعالى وبركة الزواج.

10) ويجوز أن يجمع بين الخطبة والعقد إذا أمكنه، وهذا بحسب العُرف والظروف المادية.

11) وليس للخطبة لباس خاص، وإنما يستحب للرجل أن يتزين في لباسه وللمرأة أن تكون ملابسها ساترة لجسمها غير ضيقة جداً، ولا فضفاضة حتى يتعرّف الخاطب على قوامها، ولا يشرع للخاطبين لبس الدبلة إذا تمت الموافقة.

كما ورد في فتاوى الشيخ عمار ناشر

ما هي النظرة الشرعية؟

يقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح: أنه قال له رجل: أنه تزوج امرأة، يعني: أراد تزويجها قال: « أنظرت إليها؟ » قال: لا، قال: « اذهب فانظر إليها » قال ﷺ: « إذا خطب أحدكم المرأة، فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها؛ فليفعل ».

تعريفها:

النظرة الشرعية هي رؤية الخاطب لمخطوبته بعد العزم على نكاحها وقبل إتمام الخطبة، وذلك ليتأكد من ملاءمتها له، وليتمكن من تكوين صورة ذهنية واضحة عنها قبل اتخاذ قرار الزواج.

ضوابطها:

أن تكون بعد العزم على الخطبة: لا يجوز النظر قبل العزم على الخطبة، لأن ذلك قد يؤدي إلى الفتنة والفساد.
أن تكون في حضرة ولي أمرها: لا يجوز للخاطب أن ينظر إلى مخطوبته دون إذن ولي أمرها، سواء كان الأب أو الأخ أو غيرهما.
أن تكون بقدر الحاجة: لا يجوز للخاطب أن يكرر النظر إلى مخطوبته دون داعٍ، بل ينظر إليها مرة واحدة أو مرتين ليتأكد من ملاءمتها.
أن لا يرى منها إلا الوجه والكفين: جمهور الفقهاء على أن المباح للخاطب أن ينظر إلى وجه المخطوبة وكفيها فقط، ولا يجوز له النظر إلى شعرها أو رقبتها أو غير ذلك من مفاتنها.
أن يأمن على نفسه من الشهوة: يجب على الخاطب أن يكون ذا دين وعفة، وأن يأمن على نفسه من الشهوة عند النظر إلى مخطوبته.

كيفيتها:

المكان: يجوز أن تكون النظرة الشرعية في بيت المخطوبة أو في مكان آخر مناسب، وذلك بحضور ولي أمرها.
المدة: لا يجوز أن تطول مدة النظرة الشرعية، بل تكون بقدر الحاجة فقط.
المحادثة: يجوز للخاطب أن يتحدث مع مخطوبته خلال النظرة الشرعية، وذلك ليتعرف على أخلاقها وطباعها.
الشعور: يجب على كل من الخاطب والمخطوبة أن يشعر بالراحة والاطمئنان خلال النظرة الشرعية، وأن لا يكون هناك أي إكراه أو ضغط من أي طرف.

فوائد النظرة الشرعية:

تجنب الندم بعد الزواج: تساعد النظرة الشرعية على تجنب الندم بعد الزواج، وذلك لأن الخاطب والمخطوبة يكونان قد رأيا بعضهما البعض وتعرفا على مظهرهما وصفاتهما.
المساعدة في اتخاذ قرار الزواج: تساعد النظرة الشرعية على اتخاذ قرار الزواج الصحيح، وذلك لأن الخاطب والمخطوبة يكونان قد تكوّنا صورة ذهنية واضحة عن بعضهما البعض.
تقوية المودة والرحمة بين الزوجين: تساعد النظرة الشرعية على تقوية المودة والرحمة بين الزوجين، وذلك لأنّهما يكونان قد تعرّفا على بعضهما البعض قبل الزواج.

ملاحظات:

لا يجوز للخاطب أن يخلو بمخطوبته: من أهم ضوابط النظرة الشرعية أن لا يخلو الخاطب بمخطوبته، سواء قبل الخطبة أو بعدها.
لا يجوز للخاطب أن يلمس مخطوبته: لا يجوز للخاطب أن يلمس مخطوبته خلال النظرة الشرعية، وذلك لأن ذلك قد يؤدي إلى الفتنة والفساد.
يجب على الخاطب والمخطوبة أن يلتزما بالحجاب الشرعي: يجب على الخاطب والمخطوبة أن يلتزما بالحجاب الشرعي خلال النظرة الشرعية، وذلك من باب الحياء والاحترام.

وأخيرًا:

النظرة الشرعية هي سنة نبوية مباركة لها العديد من الفوائد، ولكن يجب أن تتم وفقًا للضوابط الشرعية حتى لا تؤدي إلى الفتنة والفساد.

كيف تُصلى صلاة الاستخارة؟

الاستخارة هي طلب الخير، ومعناها: أن يسأل المسلم ربه سبحانه أن يختار له ما فيه الخير في دينه ودنياه. وهي سنة لمن أراد أن يقوم بأمر مهم ولكنه متردد فيه.

1. النية:

ينوي المصلي في قلبه صلاة الاستخارة لطلب خير الله في أمر الزواج من فلانة (يذكر اسمها).

2. الوضوء:

يشترط لصحة الصلاة الوضوء.

3. الصلاة:

ركعتان: تصلى صلاة الاستخارة ركعتين مثل أي صلاة نافلة أخرى.
قراءة القرآن: يقرأ المصلي في كل ركعة بعد الفاتحة ما يشاء من القرآن الكريم.

4. الدعاء:

بعد التسليم، يرفع المصلي يديه داعياً الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، مع إضافة اسم من يرغب في الزواج منها، كالتالي:

اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن زواجي بفلانة (يذكر اسمها) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فيسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن زواجي بفلانة (يذكر اسمها) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به.

5. التأمل:

بعد الدعاء، يتأمل المصلي في قلبه ويُحسّن ظنه بالله تعالى، وينتظر علامات تدلّه على خير الأمر أو شره.

6. التوكل على الله:

بعد التأمل، يتوكل المصلي على الله تعالى ويُقدم على ما يرى فيه الخير، مع العلم بأنّ الاستخارة لا تُغني عن المشورة والاستشارة مع أهل العلم والخبرة.

ملاحظات:

يجوز للمصلي أن يكرّر صلاة الاستخارة أكثر من مرة، خاصة إذا لم تتضح له علامات تدلّه على خير الأمر أو شره.

ما حكم عقد الزواج بدون ولي؟

لا عقد إلا بولي يقول ﷺ في الحديث الصحيح: « لا نكاح إلا بولي »، فالمرأة لا تزوج نفسها ولا تزوج غيرها، فلابد في النكاح من الولي والنكاح يحضره أربعة: الولي والزوج والشاهدان هذا هو النكاح الشرعي؛ ولي وهو أقرب العصبة إلى المرأة أبوها ثم جدها وإن علا من … الذكور ثم ابنها ثم ابن ابنها وإن نزل، ثم أخوها الشقيق، ثم أخوها لأب، ثم بقية العصبة الأقرب فالأقرب، لا بد من الولي وأن يكون مسلمًا معروفًا بالخير عدلًا حسب التيسير، فإن لم يتيسر العدل جاز وإن كان غير عدل إذا كان مسلمًا.

فالمقصود أنه لا بد من الولي ولا بد من شاهدين معروفين بالخير والعدالة، فالزوج هو صاحب الحاجة والولي يزوج ويقول: زوجتك فلانة بنت فلان أو بنته أو أخته أو نحو ذلك، والزوج يقول: قبلت، والشاهدان يشهدان بذلك.

أما ما يسمى بالزواج العرفي وهو كونها تزوج نفسها من دون ولي هذا لا يجوز بل هو باطل عند جمهور أهل العلم، وعليه دل النص الصحيح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام قوله: « لا نكاح إلا بولي »، قوله ﷺ: « لا تزوج المرأة المرأة ولا تزوج المرأة نفسها ».

كما ورد في فتاوى الشيخ ابن باز

ما حكم إجراء عقد الزواج عبر الإنترنت؟

يختلف حكم إجراء عقد النكاح عبر الإنترنت بين العلماء المسلمين، وذلك لوجود تفصيلات وشروط تختلف باختلاف المذهب الفقهي وظروف إجراء العقد.

الرأي القائل بعدم جواز إجراء عقد النكاح عبر الإنترنت:

عدم تحقق شروط مجلس العقد: يرى بعض العلماء أن عقد النكاح يتطلب مجلسًا يجمع بين الزوج والزوجة والولي والشهود، وأن اجتماعهم في مكان واحد شرط لصحة العقد. ولا يتحقق هذا الشرط في عقد النكاح عبر الإنترنت، حيث يتواجد كل طرف في مكان مختلف.
الغش والتزوير: قد تفتح إمكانية إجراء عقد النكاح عبر الإنترنت الباب أمام الغش والتزوير، حيث قد ينتحل أحد الأشخاص شخصية شخص آخر، أو قد تتم عملية التزوير في الوثائق الإلكترونية.
صعوبة التحقق من هوية الطرفين: قد يصعب التحقق من هوية الطرفين بشكل دقيق في عقد النكاح عبر الإنترنت، مما قد يؤدي إلى وقوع مشاكل شرعية وقانونية.

الرأي القائل بجواز إجراء عقد النكاح عبر الإنترنت:

جواز العقود عن طريق التوكيل: يجيز بعض العلماء إجراء العقود، ومنها عقد النكاح، عن طريق التوكيل. وبناءً على ذلك، يمكن للولي أو للزوج أن يوكل شخصًا آخر لإجراء العقد نيابة عنه في حضور الشهود.
إمكانية تحقيق شروط مجلس العقد: يرى بعض العلماء أنه يمكن تحقيق شروط مجلس العقد في عقد النكاح عبر الإنترنت من خلال استخدام تقنيات الاتصال المرئي والمسموع التي تضمن رؤية الطرفين والشهود لبعضهم البعض بشكل واضح وسماع أصواتهم بشكل جلي.
مصلحة شرعية: قد تجيز بعض الظروف إجراء عقد النكاح عبر الإنترنت، تحقيقًا لمصلحة شرعية، مثل صعوبة اجتماع الطرفين في مكان واحد بسبب ظروف قاهرة، أو وجود مانع شرعي يمنع اجتماعهما.

التوصيات:

استشارة أهل العلم: ينصح باستشارة أهل العلم الموثوقين في بلدك لمعرفة الحكم الشرعي الصحيح لإجراء عقد النكاح عبر الإنترنت، وذلك مع مراعاة ظروفك الخاصة.
التأكد من هوية الطرفين: يجب التأكد من هوية الطرفين بشكل دقيق قبل إجراء العقد، وذلك من خلال استخدام تقنيات التحقق الإلكترونية أو غيرها من الوسائل الموثوقة.
توثيق العقد: يفضل توثيق عقد النكاح لدى الجهات المختصة، سواء كان العقد تقليديًا أو إلكترونيًا.
اتخاذ الإجراءات الاحترازية: يجب اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لمنع الغش والتزوير، مثل استخدام برامج الأمان الموثوقة والحفاظ على سرية البيانات الشخصية.

ملاحظة:

يجب مراجعة القوانين والأنظمة المعمول بها في بلدك فيما يتعلق بإجراء عقود الزواج، حيث قد توجد متطلبات محددة لإتمام العقد بشكل قانوني.

هل لديكم أي نصائح عملية للسؤال والتحري عن الخاطب أو المخطوبة؟

يُعدّ الزواج من أهمّ خطوات الحياة وأكثرها مسؤولية، فهو تأسيس لأسرة جديدة وبناء لحياة مشتركة مليئة بالأمل والتحديات. ولأنّ هذا القرار مصيريٌّ ويُؤثّر على حياة كلّ من الشريكين، فإنّ السؤال والتحري عن الخاطب والمخطوبة يُصبح واجبًا شرعيًا وأخلاقيًا لضمان حياة زوجية سعيدة ومستقرة.

أهمية السؤال والتحري:

ضمان التوافق: يساعد السؤال والتحري على معرفة ما إذا كان هناك توافق بين الشريكين في الدين، والأخلاق، والصفات الشخصية، والاهتمامات، والأهداف، والخلفيات الاجتماعية والثقافية.
تجنّب المشاكل: يُقلّل من احتمالية حدوث مشاكل زوجية مستقبلية ناتجة عن عدم التوافق أو وجود أسرار أو صفات سلبية يخفيها أحد الطرفين.
حماية الحقوق: يُساعد على حماية حقوق كلّ من الشريكين، خاصة المرأة، من التعرض للغشّ أو الظلم.
الطمأنينة والراحة النفسية: يُوفّر شعورًا بالطمأنينة والراحة النفسية للطرفين قبل اتّخاذ قرار الزواج.

طرق السؤال والتحري:

المصادر الموثوقة: يجب الاستفسار من مصادر موثوقة مثل:
أهل الخاطب والمخطوبة: وهم أكثر من يَعرِفُ طباعهم وسلوكهم وظروفهم.
الأصدقاء والجيران: من نفس منطقة سكن الخاطب أو المخطوبة.
زملاء العمل أو الدراسة: إن وجدوا.
الشيوخ والعلماء: للتأكد من التزام الخاطب أو المخطوبة بالدين والأخلاق.
الملاحظة: ملاحظة سلوك الخاطب أو المخطوبة أثناء التواجد معه/معها، ومعرفة طريقة تعامله/تعاملها مع الآخرين.
التواصل المباشر: التحدث مع الخاطب أو المخطوبة بشكل مباشر لمعرفة أفكاره/أفكارها، وآماله/آمالها، وخططه/خططها للمستقبل.

مواضيع السؤال والتحري:

الدين والأخلاق: التزام كلّ من الطرفين بالدين، وأداء الفرائض، والابتعاد عن المحرمات.
الصفات الشخصية: مثل: الصدق، والأمانة، والاحترام، والتسامح، والصبر، والمسؤولية.
الاهتمامات والأهداف: ما هي اهتمامات كلّ من الطرفين؟ وما هي أهدافه/أهدافها في الحياة؟
الخلفيات الاجتماعية والثقافية: مستوى التعليم، والنشأة، والعادات والتقاليد، والوضع المادي.
الصحة الجسدية والنفسية: التأكد من خلوّ كلّ من الطرفين من الأمراض المزمنة أو النفسية.
الحالة المادية: السؤال عن عمل كلّ من الطرفين، ومصدر دخله/دخلها، والتزاماته/التزاماتها المالية.
السؤال عن السمعة: التأكد من عدم وجود أيّ سوابق سلبية أو سمعة سيئة لأحد الطرفين.

نصائح هامة:

التوازن: يجب أن يكون السؤال والتحري متّزنين، دون إفراط أو تفريط.
الاحترام: يجب احترام خصوصية الخاطب والمخطوبة وعدم التطفّل على حياتهما الشخصية.
الدقة: التأكد من صحة المعلومات المُجمّعة قبل اتّخاذ أيّ قرار.
الشعور بالراحة: يجب أن يشعر كلّ من الطرفين بالراحة والثقة أثناء السؤال والتحري.
الاستشارة: لا مانع من استشارة ذوي الخبرة أو المختصّين في العلاقات الزوجية.

فتاوى حول التحري على الخاطب

يقول الشيخ ابن عثيمين في “فتاوى نور على الدرب” (فتاوى النكاح/اختيار الزوج أو الزوجة):
” مقدمة ونصيحة نوجهها إلى أولياء الأمور في تزويج النساء ، إنه من المعلوم أن ولي المرأة يجب عليه أداء الأمانة ، بحيث لا يزوجها مَنْ لا يرضى دينه حتى وإن رغبته المرأة ؛ لأن المرأة قاصرة في عقلها وتفكيرها ، فقد تختار لنفسها من لا يرضى دينه لإعجابها بصورته ، أو لإعجابها بفصاحته أو تملقه أو ما أشبه ذلك ، وفي هذه الحال لوليها أن يمنعها من نكاحها بهذا الخاطب ” انتهى . ويقول أيضا : ” التحري عن الشخص الخاطب واجب وجوباً مؤكداً ، لا سيما في هذا الوقت الذي التبس فيه الطيب بالخبيث ، وكثر فيه التزوير والوصف الكاذب ، وكثر فيه شهادة الزور ، فإنه قد يوجد من الخطّاب من يتظاهر بالصلاح والاستقامة وحسن الخلق وهو على خلاف ذلك ، وقد يزوّرُ زيادة على مظهره ، يزور على المخطوبة وأهلها بأنه مستقيم وذو خلق ، وقد يؤيد من أهله على ما زور ، وقد يأتي شاهد آخر من غير الأهل فيشهد له بالصلاح والاستقامة ، فإذا حصل العقد تبين أن الأمر على خلاف ذلك في دينه وخلقه ، ولهذا أرى أنه يجب التحري وجوباً مؤكداً ، وأن يكون التحري بدقة ، ولا يضر إذا تأخرت الإجابة عشرة أيام أو عشرين يوماً أو شهراً ، ليكون الإنسان على بصيرة ، فإذا تبين أن الخاطب على الوصف المرغوب فيه وأنه ممن يرضى دينه وخلقه فليزوج ” انتهى

وسئل الشيخ ابن باز: إذا خطب مني الشخص ابنتي وقيل لي: بأن هذا الخاطب محافظ على الصلوات تمامًا في جميع أوقاتها، فهل أكتفي بهذا في قبوله زوجًا، أم أن هناك أمورًا أخرى أسأل عنها مثل: شرب الدخان، سفره، أصحابه، وغير ذلك؟ . رد : ” الاحتياط السؤال الكامل عن سيرته وأعماله وجلسائه حتى تكون على بينة، وإلا فالمحافظة على الصلوات علامة خير، لكن قد يكون هناك عنده أشياء أخرى، فإذا سألت عنه سؤالًا تامًا؛ كان ذلك أكمل، وأفضل احتياطًا للأمانة التي عندك لهذه البنت، أو الأخت، أو نحوها؛ لأنها أمانة. الواجب عليك أن تحتاط لها، ولا سيما في هذا العصر الذي اختلط فيه الحابل بالنابل، واختلط فيه المسلم بالكفار، والعصاة بالأبرار، فالواجب على الولي أن يحتاط؛ ولهذا قال ﷺ: « إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه؛ فزوجوه إلا تفعلوه؛ تكن فتنة في الأرض وفساد كبير »، كيف يمكنك أن ترضى دينه وخلقه وأنت ما سألت عنه الأخيار الطيبين؟! مجرد حضوره للصلاة ما يكفي، وإن كان ذلك علامة خير، وعلامة هدى، ولكن الاحتياط أن تسأل عن سيرته أيضًا ” انتهى.

ما هي أهم ضوابط حفل الزفاف الإسلامي؟

الزواج من أجمل السنن وأعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده، فهو تأسيس لحياة جديدة مليئة بالحب والسعادة. وحرص الإسلام على أن يكون حفل الزواج خالياً من المحرمات، وأن يشتمل على كل ما يجلب الفرح والسرور للزوجين دون الإسراف.

أولاً: الابتعاد عن المحرمات:

العروس:
تجنب الذهاب إلى مزيّن رجل.
تجنب الزينة المحرمة كالنمص والوشم ووصل الشعر.
ارتداء ثوب زفاف ساتر لا يكشف مفاتنها.

الضيوف:
على النساء الالتزام بالحجاب الشرعي وعدم التبرج.
على الرجال لبس لباس محتشم.

السلوك:
تجنب الموسيقى والآلات الموسيقية المحرمة.
تجنب شرب الخمر والمخدرات.
تجنب الرقص الماجن.
منع اختلاط الرجال بالنساء غير المحارم.
تجنب صوت النساء في الغناء أو الزغاريد بشكل يلفت الأنظار.
إقامة الحفل في مكان مغلق يحفظ خصوصية النساء.
تجنب السهر لوقت متأخر.
تجنب التصوير.
تجنب لبس خاتم الزواج.

ثانياً: البعد عن الإسراف:

المهور الباهظة: يجب أن تكون المهور مناسبة لظروف العريس ولا تكلفه ما لا يطيق.
تكاليف الزفاف: تجنب المبالغة في تزيين القاعة أو شراء فستان زفاف باهظ الثمن.
الولائم: يجب أن تكون الولائم معتدلة وأن لا تحتوي على ما فيه إسراف أو تبذير.

ثالثاً: إشاعة البهجة والسعادة:

إعلان الزواج: يسنّ إعلان الزواج حتى يعرفه الناس ويباركوا للعروسين.
الفرح والسرور: يجب أن يسود حفل الزفاف أجواء من الفرح والسرور، مع مراعاة الضوابط الشرعية.
الضيافة: يجب أن تتم ضيافة المدعوين بشكل جيد وكريم.

رابعاً: الدعاء والذكر:

بدء الحفل بقراءة القرآن الكريم: يسنّ أن يبدأ حفل الزفاف بقراءة آيات من القرآن الكريم.
الدعاء للعروسين: يجب الدعاء للعروسين بالبركة والسعادة في حياتهما الزوجية.
ذكر الله تعالى: يجب ذكر الله تعالى في حفل الزفاف، مثل ترديد الأدعية والأذكار.
الأناشيد الدينية: الأناشيد الدينية التي لا تكون مصحوبة بالموسيقى.

خامساً: الاهتمام بالعادات والتقاليد المحلية:

لا مانع من إدخال بعض العادات والتقاليد المحلية في حفل الزفاف، طالما أنها لا تخالف الشريعة الإسلامية.

ملاحظة:

هذه مجرد ضوابط عامة لحفل الزواج الإسلامي، وقد تختلف بعض التفاصيل حسب عادات وتقاليد كل بلد.

أخيرًا:

ينبغي أن يعلم الزوجان أنه بقدر ما يحصل في حفلة الزفاف من اتباع تعاليم الإسلام فيه بقدر ما يحصل فيه من البركة والألفة وقلة المشكلات في الحياة الزوجية، فإذا كانت الحياة الزوجية قامت في أولها على المنكرات ومخالفة أمر الله عز وجل، فلا ينتظر التوفيق فيها بعد ذلك، وكثير هي حالات الزواج التي حصل فيها من مخالفة أمر الله عز وجل، ولم تستمر. فاتقوا الله في هذه الحفلة واجعلوها بعيدة عن المحظورات الشرعية يبارك الله لكم فيها. نسأل الله أن يوفق جميع المسلمين إلى زواج مبارك سعيد.

هل من أعمال أو أدعية يمكنني القيام بها لتيسير زواجي؟

من المعلوم أن الزواج رزقٌ يُقدره الله تعالى لعباده، وله قدر محدد لا يتغير. وقد يكون لتأخير الزواج فوائد وحِكم لا يعلمها إلا الله، كما قال تعالى: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

ويساعد على تقبل تأخير الزواج والصبر عليه الإيمان بأن ذلك بقدر الله تعالى. رواه مسلم عن النبي ﷺ قال : « ماض في حكمك، عدل في قضاؤك ». وفي سنن أبي داود: أن النبي ﷺ قال: « إنَّ أول ما خَلَقَ القلم، فقال له: اكتبْ، قال: وما أكتبُ يا ربِّ؟ قال: اكتبْ مقاديرَ كلِّ شيءٍ حتى تقوم الساعة ». فكل ما يحدث للإنسان من خير أو شر مقدّر له قبل ولادته، سواء كان زواجًا أم غير ذلك.

ولطلب الزواج وتيسيره، ينبغي الإخلاص في الدعاء لله تعالى مع الحرص على أوقات الإجابة، مع طاعة الله تعالى واجتناب المعاصي. فالدُعاء مع تيقن الإجابة من أهم الوسائل لجلب الخير، ومنها الدعاء بما ورد في طلب العون والتوفيق وتيسير الأمور، مثل: “اللهم لا سهل إلا ما جَعَلْتَهُ سهْلاً، وأنْتَ تَجْعَلُ الحَزْنَ سهلاً إذا شِئْتَ”، “يا حيُّ يا قيُّوم بِرَحْمَتِك أسْتَغِيث، أَصْلِحْ لي شأْنِي كُلَّه، ولا تَكِلْني إلى نَفْسِي طَرْفَةَ عَين” وغير ذلك من الأدعية ..

ومن الأمور التي تُعين على تيسير الزواج:

التوبة النصوح وكثرة الاستغفار: فما نزل بلاءٌ إلا بذنبٍ، ولا رُفِعَ إلا بتوبة. قال تعالى: ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ﴾ [هود: 3].

الاعتِصَامُ بالله تعالى والإكثار من ذِكْرِه وشُكْرِه، والتقرُّب إليه بِطاعَتِه ومَرْضاته: قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطلاق: 2].

عرضهن على صاحب الدِّين والخُلُق: قال تعالى على لسان العبد الصالح لموسى: ﴿ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [القصص: 27].

ما حكم عرض المرأة نفسها للزواج عبر الإنترنت؟

يجوز شرعاً للمرأة أن تعرض نفسها للزواج عبر الإنترنت، بشرط مراعاة الضوابط التالية:

الحياء والحشمة: يجب أن يتم العرض بطريقة تليق بالمرأة المسلمة، مع مراعاة الحياء والحشمة.
الحذر من الفتنة: يجب أن يتم العرض في إطار آمن يحفظ للمرأة كرامتها ويقيها من الفتنة.
الصدق والصراحة: يجب أن تكون المرأة صادقة في عرض نفسها، وأن تُظهر صفاتها الحقيقية ومميزاتها وعيوبها للرجل حتى يتمكن من اتخاذ قراره بناءً على معلومات صحيحة.
الرضا والموافقة: يجب أن يتم العرض برضا المرأة وموافقتها، دون أي إكراه أو ضغط من أحد.

اختيار الموقع المناسب: اختيار موقع إلكتروني موثوق مخصص للزواج، يلتزم بالضوابط الشرعية والأخلاقية، ويحافظ على خصوصية المستخدمين.
قيود التواصل: تجنب التواصل المباشر ومشاركة الصور والتفاصيل الجسدية مع الطرف الآخر.
مشاركة ولي الأمر: ضرورة استشارة و مشاركة ولي أمر المرأة أو محرمها في جميع خطوات الزواج عبر الإنترنت، بدءًا من التسجيل في الموقع وحتى إتمام الزواج. مع إمكانية قيام ولي أمرها بالتسجيل نيابة عنها مع التأكد من مشاركتها الفعالة في اختيار شريك حياتها.
التعرف عن الطرف الآخر: طلب معلومات كافية عنه، والاستفسار عن دينه وخلقه وعمله وكل ما يهم معرفته.
التأكد من هوية الطرف الآخر: التأكد من صحة المعلومات المقدمة من خلال التواصل مع بعض أفراد عائلة الطرف الآخر أو أصدقائه أو زملائه في العمل أو معارفه.

أدلة جواز عرض المرأة نفسها للزواج:

قال الإمام القرطبي في تفسير قوله تعالى: ﴿ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ ﴾ [القصص:27].: فيه عرض الولي ابنته على الرجل، وهذه سنة قائمة، عرض صالح مدين ابنته على صالح بني إسرائيل، وعرض عمر بن الخطاب ابنته حفصة على أبي بكر، وعثمان، وعرضت الموهوبة نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم، فمن الحسن عرض الرجل وليته، والمرأة نفسها على الرجل الصالح؛ اقتداء بالسلف الصالح قال ابن عمر: لما تأيمت حفصة، قال عمر لعثمان: إن شئت أنكحك حفصة بنت عمر، الحديث انفرد بإخراجه البخاري. انتهى.

ملاحظات هامة:

لا يجوز للمرأة أن تزوج نفسها دون ولي.
يجب على المرأة أن تستشير أهلها وأقاربها قبل عرض نفسها للزواج. والأفضل لها أن توكل الأمر إلى أحد محارمها ليقوم بذلك نيابة عنها.
يجب على المرأة أن تختار الرجل الصالح الذي يتناسب معها من حيث الدين والأخلاق والصفات الشخصية.
يجب على المرأة أن تكون حذرة من التغرير بها من قبل بعض الأشخاص الذين قد يستغلون رغبتها في الزواج.

خاتمة:

عرض المرأة نفسها للزواج عبر الإنترنت هو حق مشروع لها، ولكن يجب أن يتم ذلك بالطرق الشرعية مع مراعاة الضوابط الشرعية والنصائح العملية. وبفضل التوّخي والحذر، يمكن أن يكون الإنترنت أداةً فعّالةً للعثور على شريك الحياة المناسب وبناء زواج سعيد مبارك.

ما هي الضوابط الشرعية التي تنظم العلاقة بين المخطوبين؟

تتنوع مفاهيم الخطوبة بين الناس، فبينما يُطلقها البعض على العقد الشرعي دون الدخول بالزوجة، يُطلقها البعض الآخر على مجرد التقدم لخطبة امرأة وموافقتها على ذلك .

ووفقًا للتعريف الثاني، تُعدّ المخطوبة امرأة  أجنبية عن خطيبها حتى يتمّ العقد الشرعي، حتى لو حصل على موافقتها.

أحكام الخطوبة:

حكم العقد: إذا تمّ عقد الزواج، يُصبح الرجل زوجًا شرعيًا للمرأة، لكنّ العرف قد يُحكم بأنّ طاعتها قبل الدخول لا تكون لزوجها، بل لوليّها مثل الأب. ولذلك، لا يجوز للزوج فرض طاعته على زوجته قبل الدخول.
حكم الخلوة والمصافحة: يُجمع أهل العلم على أنّ مجرد الخطبة لا يُعتبر عقدًا شرعيًا، وبالتالي يحقّ لكلّ من الطرفين العدول عنها دون الحاجة لموافقة الطرف الآخر. وعليه لا تجوز الخلوة أو المصافحة. قال النبي ﷺ : « ألَا لا يَخْلُوَنَّ رجُلٌ بامرأةٍ لا تَحِلُّ له؛ فإنَّ ثالثَهما الشَّيطانُ ». قال النبي ﷺ : « أنْ يُطعَنَ في رأسِ رجلٍ بِمِخْيَطٍ من حديدٍ خيرٌ من أن يمَسَّ امرأةً لا تَحِلُّ له ».
حكم التحدث مع المخطوبة: وضع أهل العلم ضوابط للتحدث مع المخطوبة، أهمّها: أمان تحرّك الشهوة ووجود الحاجة المُلحّة. ويُفضل أن يتمّ التحدث بحضور وليّ المخطوبة لِدرء الشبهات.

نصائح للمخطوبة:

1. إظهار الحزم والشخصية القوية: تُعزّز ثقة الخاطب بمخطوبته عندما تُظهر له صلابة موقفها وحزمها في الأمور، ممّا يدفعه إلى التمسّك بها أكثر. فالمرأة القوية التي تُحرص على عفتها وعرضها تُصبح شريكة مثالية لِزوجها في مسيرة الحياة.

2. الثقة بالله والصبر: يجب على المخطوبة أن تُثق بالله عزّ وجلّ وتُكثر من الدعاء، لاسيما في أوقات الإجابة، وأن تتحلى بالصبر وتذكر ما أعدّه الله تعالى للصابرين، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر:10].

3. الابتعاد عن الشيطان: على المخطوبة أن تبتعد عن الثقة العمياء بكلّ أحد، وأن تُدرك أنّ الشيطان يتدرّج في دعوته إلى الباطل، فقبل أن يُوقع المسلم في الزنا يجُرّه إليه عبر الخلوة بالمرأة، ومحادثتها، ممّا قد يُؤدّي إلى اللقاء المحرم. قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء ﴾ [النور:21]

4. الحذر من السذاجة: ينبغي للمخطوبة أن تُحذر من السذاجة، وأن لا تُسلم نفسها لمشاعرها دون تفكير. فكم من امرأة وقعت فريسة لسذاجتها وثقتها العمياء بِخطيبها.

ما هي الضوابط الشرعية التي تنظم العلاقة بين المخطوبين؟

تتنوع مفاهيم الخطوبة بين الناس، فبينما يُطلقها البعض على العقد الشرعي دون الدخول بالزوجة، يُطلقها البعض الآخر على مجرد التقديم على الزواج. ووفقًا للتعريف الثاني، تُعدّ المخطوبة أجنبية عن خطيبها حتى يتمّ العقد الشرعي، حتى لو حصل على موافقتها.

أحكام الخطوبة:

حكم العقد: إذا تمّ عقد الزواج، يُصبح الرجل زوجًا شرعيًا للمرأة، لكنّ العرف قد يُحكم بأنّ طاعتها قبل الدخول لا تكون لزوجها، بل لوليّها مثل الأب. ولذلك، لا يجوز للزوج فرض طاعته على زوجته قبل الدخول.
حكم الخلوة والمصافحة: يُجمع أهل العلم على أنّ مجرد الخطبة لا يُعتبر عقدًا شرعيًا، وبالتالي يحقّ لكلّ من الطرفين العدول عنها دون الحاجة لموافقة الطرف الآخر. وعليه لا تجوز الخلوة أو المصافحة. قال النبي ﷺ : « ألَا لا يَخْلُوَنَّ رجُلٌ بامرأةٍ لا تَحِلُّ له؛ فإنَّ ثالثَهما الشَّيطانُ ». قال النبي ﷺ : « أنْ يُطعَنَ في رأسِ رجلٍ بِمِخْيَطٍ من حديدٍ خيرٌ من أن يمَسَّ امرأةً لا تَحِلُّ له ».
حكم التحدث مع المخطوبة: وضع أهل العلم ضوابط للتحدث مع المخطوبة، أهمّها: أمان تحرّك الشهوة ووجود الحاجة المُلحّة. ويُفضل أن يتمّ التحدث بحضور وليّ المخطوبة لِدرء الشبهات.

نصائح للمخطوبة:

1. إظهار الحزم والشخصية القوية: تُعزّز ثقة الخاطب بمخطوبته عندما تُظهر له صلابة موقفها وحزمها في الأمور، ممّا يدفعه إلى التمسّك بها أكثر. فالمرأة القوية التي تُحرص على عفتها وعرضها تُصبح شريكة مثالية لِزوجها في مسيرة الحياة.

2. الثقة بالله والصبر: يجب على المخطوبة أن تُثق بالله عزّ وجلّ وتُكثر من الدعاء، لاسيما في أوقات الإجابة، وأن تتحلى بالصبر وتذكر ما أعدّه الله تعالى للصابرين، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر:10].

3. الابتعاد عن الشيطان: على المخطوبة أن تبتعد عن الثقة العمياء بكلّ أحد، وأن تُدرك أنّ الشيطان يتدرّج في دعوته إلى الباطل، فقبل أن يُوقع المسلم في الزنا يجُرّه إليه عبر الخلوة بالمرأة، ومحادثتها، ممّا قد يُؤدّي إلى اللقاء المحرم. قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء ﴾ [النور:21]

4. الحذر من السذاجة: ينبغي للمخطوبة أن تُحذر من السذاجة، وأن لا تُسلم نفسها لمشاعرها دون تفكير. فكم من امرأة وقعت فريسة لسذاجتها وثقتها العمياء بِخطيبها.

تابعنا

تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي حيث ننشر نصائح مفيدة ومقاطع دعوية نافعة حول كل ما يهم الزواج.

 

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ، واحِدَةٍ، وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا ونِسَاءً واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:1].

هل انت مستعد للبدء؟

إذا كنت مستعدًا للبدء، يُرجى النقر على زر “قدّم الآن” للانتقال مباشرة إلى صفحة التقديم على الخدمة.

إذا قمت بتقديم الطلب بالفعل وتم قبوله، يمكنك تصفح الطلبات المتاحة الآن عن طريق النقر على زر “طلبات الزواج”.