خطر المغالاة في المهر والهدايا والمطالب المادية
حين يتحوّل الزواج من مودةٍ إلى تجارة
🌸 أولًا: الزواج ميثاق مودة لا مزاد أموال
الزواج في الإسلام عبادة وسكن ورحمة،
لا صفقة مالية تُدار بالمكاسب والخسائر.
لكنّ كثيرًا من الناس اليوم جعلوه ميدان تفاخرٍ ومبالغة،
فارتفعت المهور، وتكاثرت المطالب،
وتحوّل الزواج إلى عبءٍ بدل أن يكون سعادة.
قال النبي ﷺ:
«إنَّ أعظمَ النكاحِ بركةً أيسرُه مؤونةً.»
[رواه أحمد]
فكلّما زادت المؤونة، قلّت البركة،
وكلّما سُهِّل الزواج، زادت المحبة والرضا.
💎 ثانيًا: آثار المغالاة على المجتمع
🔹 تأخير الزواج وتعسير الحلال
كثير من الشباب يعجز عن الزواج لأن المهر والطلبات فوق طاقته،
فتُغلق الأبواب أمام العفاف، وتُفتح أبواب الفتنة والانحراف.
🔹 تحويل الزواج إلى عبءٍ مالي
حين يرهق الشاب بالديون والهدايا والمطالب،
يبدأ حياته الزوجية مثقلًا، لا سعيدًا،
فينشأ التوتر بين الزوجين بدل المودة.
🔹 تفكك القيم الأسرية
حين تكون قيمة الزواج بما يُدفع لا بما يُقدَّم من خلقٍ ودين،
يُختلّ الميزان وتضعف النية،
ويُصبح المال هو الحاكم بدل المودة والرحمة.
🌿 ثالثًا: المهر في الإسلام رمز تكريم لا تجارة
شرع الله المهر ليكون عربون مودة،
وليس وسيلة استغلال أو تفاخر.
قال تعالى:
﴿وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً﴾ [النساء: 4]
أي: عن طيب نفسٍ لا عن إكراهٍ أو مغالاة.
فالمهر القليل لا يُنقص من قدر المرأة،
كما أن المهر الكبير لا يزيدها شرفًا،
بل الكرامة في الدين والتقوى لا في الذهب والمال.
💫 رابعًا: الهدايا والمظاهر… فخّ يسرق البركة
كثير من العائلات تُرهق نفسها في المظاهر:
حفلات فاخرة، هدايا باهظة، ملابس ومجوهرات،
كلها في النهاية تُنسى، ويبقى فقط ما في القلوب.
إنّ الزواج الحقيقي هو ما يُبنى على رضا الله،
لا على ما يُرضي الناس ويُدهش العيون.
قال ﷺ:
«ما قلَّ وكفى، خيرٌ مما كثر وألهى.»
🌺 خامسًا: نصيحة للأهل قبل الأبناء
أيها الآباء والأمهات،
لا تجعلوا من مهور بناتكم حاجزًا أمام سترهنّ،
ولا من مطالبكم المادية سببًا في تعاسة شبابٍ وفتياتٍ طاهرين.
فما فُتحت أبواب الشر إلا حين أُغلقت أبواب الحلال.
وما قلَّ مهرُ امرأةٍ إلا زادت بركتها في بيتها.
💐 سادسًا: دروس من الهدي النبوي
كان زواج النبي ﷺ وبناته وبنات أصحابه أيسر ما يكون:
مهر بسيط، نية خالصة، وبركة وافرة.
فالسعادة لا تحتاج ذهبًا،
بل تحتاج قلبًا مؤمنًا ونية صادقة.
💡 نصيحة من القلب
يا من تبحث عن السعادة الزوجية:
اجعل الدين والخلق ميزانك، لا المال والمظاهر.
ويا أيها الأهل، يسّروا الزواج تُباركوا فيه،
ولا تجعلوا الدنيا أغلى من طاعة الله.
🌿 في الزواج السعيد نذكّر أن المبالغة في المهور والهدايا
ليست دليل كرامة، بل سبب حرمانٍ وتأخيرٍ للبركة.

