داء العشق: فهمه وطرق العلاج في ضوء الإسلام
الحب والعاطفة جزء طبيعي من حياة الإنسان، لكن الإفراط في العشق والانغماس في المشاعر دون ضوابط شرعية قد يتحول إلى ما يُسمى بـ داء العشق، الذي يهدد السلامة النفسية والدينية والاجتماعية للفرد، وقد يؤدي إلى مشاكل عائلية وزواجية.
الزواج في الإسلام جاء ليكون علاقة رحمة ومودة وتوازن، وليس لإتاحة الانغماس في الهوى والشهوات بلا حدود.
⚖️ أولًا: ما هو داء العشق؟
داء العشق هو الانغماس المفرط في الحب أو المشاعر تجاه شخص ما إلى حد فقدان السيطرة على العقل أو اتخاذ قرارات غير شرعية.
علاماته تشمل:
-
التفكير المستمر في المحبوب وإهمال الواجبات.
-
فقدان القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ بسبب الهوى.
-
الانفعال الشديد أو الحزن عند بعد أو رفض المحبوب.
-
أحيانًا الانزلاق نحو المحرمات كالخلوة غير الشرعية أو المخاطرة بالدين.
الإسلام يحرص على ضبط المشاعر، فلا يمنع الحب، لكنه يحث على الحب الشرعي والضابط للهوى.
🌿 ثانيًا: أثر داء العشق على الفرد والأسرة
داء العشق يؤثر على الحياة بعدة طرق:
-
الضرر النفسي: التوتر، القلق، الاكتئاب، فقدان التركيز.
-
الضرر الديني: الانحراف عن الطاعات والالتزام الشرعي، والانغماس في المعاصي.
-
الضرر الاجتماعي: الإضرار بالأسرة، خصوصًا إذا كان الفرد مرتبطًا بزواج أو خطوبة.
-
الضرر العملي: تراجع الأداء في العمل والدراسة والمسؤوليات اليومية.
لذلك، العلاج المبكر ضروري للحفاظ على العقل والدين والأسرة.
💬 ثالثًا: العلاج الشرعي لمرض العشق
-
الاستعانة بالله والدعاء: الإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن، والتقرب من الطاعات، فالله هو المعين على ضبط النفس.
-
تجنب مواطن الفتنة: الابتعاد عن الأشخاص أو الأماكن التي تثير المشاعر المفرطة، والحذر من وسائل التواصل التي تغذي الهوى.
-
التحكم في التفكير: إشغال النفس بالأعمال الصالحة، والهوايات المفيدة، وممارسة الرياضة والنشاطات الاجتماعية.
-
طلب المشورة من أهل العلم: عند شدة الانغماس، يمكن اللجوء إلى مشايخ موثوقين أو مستشارين نفسيين إسلاميين لتقديم النصيحة العملية والروحية.
-
التزود بالصبر: الصبر على الهوى والابتعاد عن المحرمات يعالج النفس ويقوي الإرادة.
🌸 رابعًا: الحب في إطار الزواج
الحب المباح في الإسلام هو الحب الذي يأتي في إطار الزواج الشرعي، حيث يكون الانغماس في المشاعر ضمن حدود الله.
قال النبي ﷺ: “إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره”، أي أن الحب يجب أن يكون في ضوابط الصلاح، وأن يُعبّر عنه بما يرضي الله ويحقق المصلحة.
🌿 خامسًا: أهمية العقل والدين في مقاومة العشق المرضي
الالتزام الديني والوعي بالعواقب هما الوسيلة الأولى للوقاية من داء العشق.
-
المحافظة على الصلاة وذكر الله تحصن القلب.
-
مراقبة النفس وضبط الانفعال عند الانجذاب.
-
استشارة من يثق بهم الإنسان عند شعوره بفقدان السيطرة على المشاعر.
🌿 خاتمة
داء العشق مرض قد يهدد الدين والعقل والأسرة، لكنه قابل للعلاج بالاعتماد على الله، وضبط النفس، والالتزام الشرعي.
الزواج الإسلامي هو الحل الأمثل لتوجيه الحب العاطفي في مساره الصحيح، بما يضمن السلامة النفسية والروحية والاجتماعية.
🌺 في موقع الزواج السعيد
نؤكد على أن الوقاية خير من العلاج، وعلى كل مقبل على الزواج أو المتزوج أن يحافظ على قلبه ونفسه من الانغماس في الهوى غير المشروع.
والحب الحقيقي في الإسلام يجب أن يكون في إطار الزواج، وعلى ضوء التقوى والشرع، ليصبح مصدر سعادة واستقرار لا مصدر ضرر وفتنة.

