بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

كيف تتصرف الزوجة مع الزوج الذي يشاهد المقاطع الإباحية

الزواج في الإسلام ميثاق يقوم على المودة والرحمة وحسن الخلق. ومن أهم أسس نجاحه أن يكون الزوج والزوجة متقين لله، ويحفظان العفاف والطهارة القلبية والجسدية.
لكن بعض الزوجات قد يبتلى الزوج بمشاهدة مقاطع إباحية أو الانغماس في مواقع محرمة، وهذا السلوك يهدد سلامة العلاقة الزوجية واستقرار الأسرة.


⚖️ أولًا: حكم مشاهدة الإباحية في الإسلام

مشاهدة الأفلام الإباحية حرام شرعًا، لأنها تمس العفة وتؤدي إلى الفساد القلبي والنفسي، قال الله تعالى:

﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ [الإسراء: 32]

والنبي ﷺ حذر من الانغماس في المعاصي التي تفسد العقل والدين، واعتبرها مدمرًا للبيت والأسرة. فالزواج الإسلامي لا يقوم على فساد القلب أو الشهوة المحرمة.


🌿 ثانيًا: أثر مشاهدة الإباحية على الحياة الزوجية

مشاهدة الإباحية من قبل الزوج تؤدي إلى:

  • تدمير الثقة بين الزوجين وفقدان الاحترام والمودة.

  • تقليل الرغبة في المعاشرة الحلال مع الزوجة، مما يضعف العلاقة الزوجية.

  • التأثير السلبي على الأبناء إذا اكتشفوا أو تأثروا بسلوك الأب.

  • نشوء توقعات غير واقعية تشوه مفهوم الزواج والعفة.

الأسرة المسلمة تحتاج إلى بيئة طاهرة وآمنة، والزوجة مسؤولة عن الحفاظ على هذا البيت مع زوج صالح.


💬 ثالثًا: كيف تتصرف الزوجة مع الزوج الذي يشاهد الإباحية

إذا اكتشفت الزوجة هذا السلوك، يمكنها التصرف وفق الخطوات الشرعية والحكيمة:

  1. الحوار بهدوء وحكمة: تحدثي معه بعيدًا عن الصراخ أو التوبيخ، مع توضيح الضرر الذي يسببه لنفسه وللأسرة.

  2. تذكيره بواجباته الدينية: أن هذا السلوك من الكبائر، والابتعاد عن الحرام عبادة لله.

  3. تشجيعه على العلاج الروحي والعملي: كالإكثار من الصلاة والدعاء والصداقات الصالحة، وقد يحتاج لمتابعة من متخصصين لعلاج الإدمان على الإباحية.

  4. الحفاظ على كرامة النفس والبيت: لا تتهاوني مع استمرار هذا السلوك إذا كان يؤذي نفسك أو أبنائك أو يهدد استقرار الأسرة.

  5. اللجوء إلى أهل الصلاح إذا لزم الأمر: من علماء أو حكماء الأسرة لتذكيره بمسؤوليته الشرعية.


🚫 رابعًا: متى لا يجوز الاستمرار معه؟

إذا أصر الزوج على مشاهدة الإباحية ورفض الإصلاح، وأصبح مصدر ضرر للزوجة أو الأبناء أو البيت، فحينها يجوز للزوجة اتخاذ قرار قانوني بالابتعاد أو الطلاق الشرعي حفاظًا على دينها وكرامتها.
قال الله تعالى:

﴿فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾ [البقرة: 229]

فالشرع يحمي المرأة من استمرار العيش في بيئة فاسدة تفسد دينها وعقلها ونفسها.


🌸 خامسًا: التوبة باب مفتوح

الله سبحانه وتعالى واسع الرحمة، والتوبة ممكنة لكل من ابتعد عن الحرام وعزم على الإصلاح.
إذا قرر الزوج الإقلاع عن مشاهدة الإباحية وظهر صدق توبته، فعلى الزوجة أن تشجعه وتدعمه وتكون عونًا له على الثبات على الطريق الصحيح.


🌿 خاتمة

الزواج عبادة ومسؤولية، ويجب أن يقوم على العفة والطهارة وحسن الخلق.
مشاهدة الإباحية من قبل الزوج تهدد استقرار البيت ودين الزوجة وأبنائها، والشرع أوجب على الزوجة التصرف بحكمة، والحفاظ على نفسها وأطفالها، مع الدعاء والتعاون على الإصلاح.
فإذا تاب الزوج، فالحمد لله، وإذا أصرّ، فالابتعاد أو الطلاق في سبيل الله أفضل من البقاء في الفساد.


🌺 في موقع الزواج السعيد

نؤكد أن الزواج الإسلامي يقوم على العفة والورع وحسن المعاشرة، وأن من أهم معايير اختيار الزوج أن يكون بعيدًا عن المحرمات المهلكة مثل الإباحية.
وننصح كل مقبلة على الزواج أن تتحرى عن صلاح دين الخاطب وسلوكه قبل الارتباط، لأن التقوى والالتزام الحقيقي هو الضمان الأول لحياة زوجية سعيدة ومستقرة.