في زمن كثرت فيه المغريات، وأصبح الوصول إلى المحرمات أسهل من أي وقت مضى، تبرز فضيلة الصبر عن الشهوة والتحلي بالعفاف كأحد أعظم أبواب التقوى، ومفتاحًا لنيل رضا الله وتيسير الزواج الحلال المبارك.
❖ معنى الصبر عن الشهوة
الصبر عن الشهوة لا يعني كبت الفطرة، بل توجيهها التوجيه الصحيح، وتأخير الإشباع الغريزي إلى حين الحلال، طلبًا لرضا الله وسعيًا لحفظ النفس والكرامة.
قال الله تعالى:
{وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} [المؤمنون: 5-6]
فحفظ الفرج من أعظم صفات المؤمنين.
❖ لماذا نُؤمر بالصبر والعفاف قبل الزواج؟
-
اختبار للنية والإيمان: من يختار طاعة الله رغم قدرته على المعصية، يُرفع مقامه عند ربه.
-
حماية للنفس من الوقوع في الحرام: الشهوة إذا أُطلقت بلا قيد، أفسدت القلب والبدن والدين.
-
سبب للزواج المبارك: من ترك شيئًا لله عوّضه الله خيرًا منه، ومن غضّ بصره وصبر على الشهوة، فتح الله له أبواب الخير والتوفيق.
❖ كيف يعينك العفاف على زواج ناجح؟
-
العفاف يبني الثقة بالنفس وبالطرف الآخر.
-
يزرع الاستقرار النفسي، لأن العلاقة لا تقوم على شهوة عابرة بل على احترام والتزام.
-
يدفع الشاب أو الفتاة لاختيار الشريك الصالح الذي يقدّر هذه القيم.
❖ وسائل تعين على الصبر قبل الزواج
-
كثرة الدعاء وسؤال الله الثبات.
-
الصيام، كما أوصى النبي ﷺ: “يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج… ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء”.
-
إشغال الوقت بالطاعات، والبعد عن المثيرات.
-
الصحبة الصالحة التي تعين على حفظ الدين.
❖ في الختام:
العفاف ليس ضعفًا، بل هو قوة قلب، وسمو نفس، ورغبة صادقة في نيل الحلال وترك الحرام.
ومن يصبر اليوم، يُكرَم غدًا، ومن يعفّ، يعفه الله، وييسّر له زوجًا أو زوجةً تعينه على طاعته، وتكون سكنًا له في الدنيا والآخرة.
✦ في “الزواج السعيد”، نؤمن أن من صبر على الشهوة وأكرمه الله بالزواج، يستحق زواجًا طاهرًا، ونساعده في تحقيق ذلك بإذن الله.