بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

كيف يُعين الزواج على الثبات في الدين

الزواج في الإسلام ليس مجرد علاقة دنيوية تجمع بين رجل وامرأة، بل هو عبادة عظيمة وسُنّة نبوية تُسهم في صلاح الفرد والمجتمع. ومن أعظم ثمار الزواج أنه وسيلة تعين المسلم على الثبات على دينه، وصيانة نفسه من الفتن والشهوات.


💠 الزواج حصن منيع أمام الفتن

قال النبي ﷺ:

«يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغضُّ للبصر، وأحصنُ للفرج…»
(رواه البخاري ومسلم)

فالزواج يغلق أبواب الفتنة، ويعين على حفظ الجوارح من الوقوع في الحرام، خصوصًا في زمن كثر فيه التبرج والانحراف وسهُل فيه الوصول إلى المعصية. فالمتزوج يجد في زوجه العفاف والسكينة، مما يخفف عليه وطأة الشهوة ويقوّي إيمانه.


💞 الزواج يحقق السكن والمودة والرحمة

قال الله تعالى:

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: 21].

فالسكينة والمودة والرحمة ليست مشاعر فحسب، بل هي أسباب تعين على الثبات على الطاعة، إذ يجد المؤمن في بيته راحةً تبعده عن الاضطراب والقلق، وتجعله أقرب إلى الله شكرًا ورضًا.


🌸 الزواج يعين على العبادة والطاعة

الزوجان الصالحان يتعاونان على طاعة الله، فيعين كل منهما الآخر على الصلاة، والصيام، وقيام الليل، وذكر الله، وحفظ القرآن.
فالبيت المسلم الذي يقوم على ذكر الله يصبح بيئة صالحة للثبات على الإيمان، وتربية الأبناء على التقوى.

قال ﷺ:

«رحم الله رجلًا قام من الليل فصلّى، فأيقظ امرأته فصلّت…»
(رواه أبو داود)


الزواج يُنمّي روح المسؤولية والإحسان

الزواج يحمّل المسلم مسؤولية جديدة؛ أن يكون قدوة لزوجه وأبنائه، وأن يسعى لتوفير بيئة إيمانية لهم. هذه المسؤولية تدفعه للمجاهدة، وللثبات على الطاعة خوفًا من التقصير في الأمانة التي حمّله الله إياها.

قال تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ [التحريم: 6].


🌿 الزواج طريق للتوبة والاستقامة

كم من شخصٍ كان بعيدًا عن الله، فلما تزوج بامرأة صالحة تغيّرت حياته، واقترب من الطاعة، وابتعد عن رفقاء السوء!
فالزوجة الصالحة من أعظم أسباب الهداية والثبات، كما قال ﷺ:

«الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة.»
(رواه مسلم)


🌷 خاتمة

الزواج نعمة عظيمة ووسيلة من وسائل الثبات على الدين، متى بُني على التقوى والنية الصالحة، وسار وفق منهج الإسلام.
فلنجعل من بيوتنا محاريبَ عبادة، ومن أزواجنا عونًا على الطاعة، لنسير معًا نحو الجنة بإذن الله.