بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

غيرة الأب… درع الحياء وحصن البنات

الغيرة على البنات ليست تشدّدًا، بل هي نُبل القلب ونقاء الفطرة، وهي من علامات الرجولة والإيمان. فالأب الغيور هو الذي يحرس بناته بغيرته قبل أن يحرسهن ببيته، يربي فيهن الحياء، ويخاف عليهن من الفتن كما يخاف على نفسه من النار.

قال ﷺ:

«إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرّم الله عليه.»
(متفق عليه)

🌹 الأب الحنون لا يعني الأب المتساهل

البعض يظن أن الحب يعني الحرية المطلقة، فيترك ابنته تخرج كيف تشاء، وتخالط من تشاء، وتعرض صورها أو صوتها بلا ضابط، ثم يقول: “أنا أثق بها”.
لكن الثقة لا تُلغي الغيرة، بل الغيرة هي التي تحفظ الثقة وتباركها.
فكما تخاف على قلبها من الكسر، خف عليها من النار والعار، وذكّرها أن الحياء زينتها التي لا تُشترى بالمال.

🕊️ علّمها الحياء من صغرها

ازرع في ابنتك الحياء منذ طفولتها، حتى يكون الحجاب لها عادةً لا معركة، والعفّة فخرًا لا عبئًا.
علّمها ألّا ترفع صوتها أمام الرجال، وألّا تخرج إلا لحاجة، وأن تختار صديقاتٍ صالحاتٍ يعنّها على الطهر والعفاف.

لأن البنت التي نشأت في بيتٍ غيورٍ عفيف، لا تفرّط في كرامتها حين تكبر.

⚔️ لا تعرّضها للفتن

لا تسمح لها بالاختلاط في أماكن العمل أو التعليم المختلطة إلا لضرورةٍ حقيقيةٍ، ومع حفظ حدود الله.
ولا تتركها تتزيّن أمام غير محارمها، فالعين سهمٌ من سهام إبليس.
قال ﷺ:

«الحياء لا يأتي إلا بخير.»
(رواه البخاري)

فاحمِ حياءها، كما تحمي جوهرة ثمينة من أن تمتدّ إليها الأيدي.

💖 الأب الغيور نعمة

غيرة الأب ليست تقييدًا، بل أمان.
هي حنانٌ بحكمة، وحمايةٌ بدين.
والبنت التي ترى أباها غيورًا عليها، تعرف قدر نفسها، وتتعلم أن الحياء شرفٌ لا يُفرّط فيه، وأنّ الرجولة ليست تسلّطًا، بل خوفًا صادقًا عليها من النار والعار.

🌸 الأب الغيور يُورث بناته الحياء كما يُورّثهم الاسم والنسب 🌸

🤲🏻 دعاء من القلب

اللهم احفظ بنات المسلمين، وزيّن قلوب الآباء بالغيرة والرحمة،
واجعل بيوتنا حصون عفةٍ وحياء، لا ترى فيها الفتن، ولا تعرف فيها الخيانة.