عندما يطلب الزوج ما حرّم الله – حدود الطاعة في العلاقة الزوجية
الزواج في الإسلام علاقة مقدسة، تُبنى على المودة والاحترام، ولا تقوم على الأهواء أو الانحرافات.
وقد جعل الله بين الزوجين حقوقًا وحدودًا لا يجوز تجاوزها، لأن الغاية من الزواج هي العفة والطهر، لا الوقوع في ما يغضب الله.
⚖️ أولًا: حدود العلاقة الزوجية
الله تعالى أباح للزوجين الاستمتاع في الحلال فقط، فقال سبحانه:
﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ﴾ [البقرة: 223]
أي: لكم أن تستمتعوا بزوجاتكم في موضع الحرث، أي في الفرج، لأنه موضع النسل،
أما الدبر فليس موضع حرثٍ ولا ولد، وقد حرّم الإسلام ذلك تحريمًا قاطعًا.
🚫 ثانيًا: حكم الجماع في الدبر
النبي ﷺ قال:
“ملعون من أتى امرأة في دبرها” (رواه أحمد وأبو داود).
وهذا نصٌّ صريح في التحريم، ويدل على أن الفعل من الكبائر، لأنه مخالف للفطرة ومنافٍ للحياء،
وفيه ضررٌ بدني ونفسي شديد على المرأة.
ولهذا لا يجوز للزوجة أن تطيع زوجها في ذلك أبدًا، لأن الطاعة في المعروف فقط،
وقد قال النبي ﷺ:
“لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.”
❌ ثالثًا: ما يُطلب من المرأة مما يُنافي الحياء والفطرة
كل ما فيه امتهانٌ للمرأة أو كشفٌ لما لا يجوز أو فعلٌ مستقذرٌ لا أصل له في الإسلام هو حرام،
ولا يليق بالمسلم أن يفعله، بل هو تشبّهٌ بالكفار وأهل الفواحش الذين ضيّعوا فطرتهم.
فالمرأة المؤمنة لا تُجبر على فعل محرّم أو مستقذر،
وعليها أن ترفض ذلك بلطفٍ وحزمٍ، وتبيّن لزوجها أن ما يطلبه يغضب الله تعالى،
وتدعوه للتوبة والاستغفار، وتذكّره أن الحب الحقيقي لا يكون في الحرام، بل في طاعة الله.
🌿 رابعًا: كيف تتصرف الزوجة؟
-
تبيّن له الحكم الشرعي بهدوء، وتقول إن هذا حرام صراحة.
-
تذكّره بالله واليوم الآخر، وأن العلاقة الزوجية عبادة وليست لهوًا أو تجريبًا للشهوات.
-
ترفض الفعل رفضًا واضحًا دون سب أو صراخ، وتلجأ إلى أسلوب الرفق.
-
إن أصرّ على المعصية أو حاول الإكراه، فعليها أن تحفظ نفسها، ولها أن تطلب الفصل أو الطلاق إذا استمرّ على ذلك، لأن هذا ضررٌ جسيم وإثمٌ عظيم.
-
تلجأ لأهل العلم أو الصلاح أو المراكز الأسرية الإسلامية لطلب المشورة الشرعية.
🌸 خامسًا: العلاقة الزوجية في الإسلام طهارة لا انحراف
الإسلام لا يمنع اللذة، بل يهذبها ويجعلها عبادة في إطار الطهر.
الزوج الصالح هو من يسعى لإرضاء الله قبل نفسه، ويحفظ كرامة زوجته،
والزوجة الصالحة هي من تعين زوجها على الطاعة، وترفض المعصية بلطفٍ وثبات.
🌺 خاتمة
من أراد السعادة الزوجية فعليه أن يبنيها على التقوى لا على الهوى،
فما كان لله دام واتصل، وما كان لمعصيته فسد وانفصل.
ولا طاعة لزوجٍ في معصية الله، بل الطاعة في المعروف فقط.

