بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

خطورة التواصل المحرَّم بالصور والفيديو

ذنبٌ يهدم القلوب… وخطرٌ يدمّر الدنيا قبل الآخرة

في زمن الهواتف الذكية والإنترنت، أصبحت الفتن تدخل الجيب بسهولة، والشيطان يفتح أبوابًا لم تكن موجودة قبل سنوات.
ومن أخطر ما ظهر وانتشر: التواصل المحرّم عبر تبادل الصور والفيديوهات الخاصة بين رجل وامرأة خارج إطار الزواج.

وهذه ليست مجرد “غلطة” أو “لحظة ضعف”…
بل باب شرٍّ عظيم، وذنب يهلك القلب، ويهدد مستقبل الإنسان، ويُسقط ستر الله عنه.


🚫 أولًا: حكم شرعي واضح… لا خلاف فيه

إرسال صورة أو فيديو فيه تبرج، أو كشف عورة، أو إثارة، أو كلمات خادشة، لشخص أجنبي…
هو حرام صريح، ومعصية كبرى، وسبب لانهيار الإيمان والحياء.

الله عز وجل قال:

وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى
أي لا تقربوا أسبابه، ولا خطواته، ولا مقدماته.

والصور والفيديوهات المحرّمة ليست من مقدماته فقط…
بل من أخبث الطرق المؤدية إليه.


💥 ثانيًا: الخطر في الدنيا أعظم مما يتخيل كثيرون

كثيرون يظنون أنه “مجرد صورة”، وأنهم سيحذفونها ولن يراها أحد.
لكن الواقع أشدّ قسوة:

🔻 1. الاختراق أسهل مما تتصور

هناك من تُخترق أجهزتهم دون علمهم،
ومن تُسحب ملفاتهم من التخزين السحابي،
ومن تُستعاد صورهم المحذوفة بكل سهولة عبر برامج بسيطة.

وكم من فتاة محترمة، متدينة، وقعت ضحية “ثقة عمياء” تحولت إلى كابوس.

🔻 2. إعادة نشر الصور بعد انتهاء العلاقة

كثير من العلاقات تنتهي، لكن الصور تبقى.
وبعض الشباب — والعياذ بالله — ينقلب إلى وحش حين يُرفض أو يُترك:

  • يهدد

  • يبتز

  • ينشر

  • أو يسلّم الصور لغيره

وكم من بنت دُمِّرت سمعتها بسبب لحظة ضعف واحدة…
وكم من شاب فضحته فتاة كانت تحتفظ بصوره.

🔻 3. الابتزاز الإلكتروني أصبح ظاهرة

الابتزاز اليوم تجارة عند الكثير من المجرمين.
تدخل الفتاة في علاقة، ترسل صورة، ثم بعدها:

  • “إما المال…”

  • “أو الفضيحة…”

  • “أو إرسال المزيد…”

وتبدأ رحلة عذاب لا يعلم مرارتها إلا الله.

🔻 4. حتى بعد الحذف… الصور لا تختفي

ما يُحذف من الهاتف يبقى في الذاكرة الداخلية
وما يُحذف من الإنترنت يبقى في سيرفرات المواقع
وما يُحذف من المحادثات يبقى في نسخ احتياطية.

لا شيء يختفي تمامًا.


🌹 ثالثًا: تنبيه للأخوات — رجاءً… لا تثقي بأحد

يا ابنتنا، يا أختنا، يا من تبحثين عن الحب والاهتمام…
احفظي نفسك.
لا تغريك الكلمات، ولا الوعود، ولا “سأكون زوجك”، ولا “ثقي بي”.

من أرادك بالحلال… يأتي من الباب.
ومن طلب صورتك… فهو لا يريدك زوجة، بل يريد جسدك.

ولا تنخدعي:
حتى “المتدينون” قد يسقطون، والشيطان يزين، والقلوب تضعف.

لا تعرضي نفسك لخطر يدمرك ويكسر أهلك ويجعلك تندمين ما حييتِ.


🛑 رابعًا: نصيحة للشباب — كن رجلًا ولا تكن ذئبًا

أيها الشاب…
الرجل الحق لا يطلب من فتاة صورًا، ولا يدفعها لذنب، ولا يبتز، ولا يؤذي.

تذكر:
كما تفعل بغيرك… سيفعل غيرك بأهلك.
والله عز وجل يمهل ولا يهمل.


🌙 خامسًا: ماذا تفعل إن كان لديك صور محرّمة؟

  • امسحها فورًا

  • واقطع كل علاقة محرمة

  • وتُب إلى الله توبة صادقة

  • واشغل وقتك بطاعة

  • واطلب العفة والزواج بالحلال

وعد الله أن من ترك شيئًا لله… عوّضه خيرًا منه.


✨ خاتمة

معصية إرسال الصور أو الفيديوهات ليست “تسلية” ولا “موضة”…
إنها سقوط في الذنب، وهدم للحياء، وتدمير للمستقبل، وفتح لباب الفضيحة.

احمِ نفسك.
احفظي كرامتك.
واعلما أن الحلال هو الطريق الوحيد الذي يصون القلوب والأعراض.

وفي “الزواج السعيد” نقولها بثبات:
أي علاقة لا ترضي الله… لا بركة فيها، ولا أمان، ولا مستقبل.