بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

خطر الكرتون على الأبناء

حين يصبح التسلية بابًا لتخريب القيم، وضياع الفطرة، وتبديل العقيدة


أولًا: ما كان وسيلة للتسلية صار وسيلة للتأثير

لم تعد أفلام الكرتون مجرد “ترفيه بريء” كما يظن كثير من الآباء،
بل أصبحت وسيلةً فعّالة لغرس الأفكار والسلوكيات،
حتى صار الطفل يتعلم منها ما لم يتعلمه من والديه،
ويقتدي بأبطالها أكثر مما يقتدي بالقدوات الحقيقية.

اليوم، الكرتون ليس مجرد صورٍ متحركة،
بل ثقافة كاملة تُشكِّل عقل الطفل وقلبه،
وتغرس في نفسه مبادئ قد تُفسد فطرته، وتُضعف دينه دون أن يشعر والديه.


ثانيًا: أبرز أخطار الكرتون على الأبناء

1. 🌪️ تشويه العقيدة وغرس الأفكار الباطلة

كثير من الرسوم تصور قوى خارقة تُحيي وتميت،
وشخصيات تتحكم في الكون،
فيتربى الطفل على عقيدةٍ فاسدةٍ دون وعي،
وينشأ معجبًا بالأبطال الخياليين أكثر من إيمانه بقدرة الله.

2. 💔 تطبيع الفواحش والمنكرات

تتعمّد كثير من البرامج تمرير مشاهد التبرج، والعلاقات المحرمة، والمثلية،
تحت ستار “الحرية” و”الاختلاف”،
فيتعوّد الطفل على رؤيتها، حتى يفقد إنكاره للمنكر.

3. 🕹️ الإدمان وفقدان التركيز

يجلس الطفل ساعات طويلة أمام الشاشة،
فيتأثر نومه، وتركيزه، ودراسته،
ويفقد الرغبة في اللعب الواقعي والتفاعل الأسري،
حتى يصبح أسيرًا للخيال والانعزال.

4. ⚔️ غرس العنف والسلوك العدواني

يتعلم الطفل من الكرتون أن “القوة هي الحل”،
فيردّ على أخيه بالضرب كما يفعل الأبطال،
ولا يدرك أن الشجاعة الحقيقية في ضبط النفس لا في رفع اليد.

5. 🧠 برمجة العقل على العادات الغربية

اللباس، والطعام، وطريقة الكلام،
كلها تتأثر بما يشاهده الطفل،
حتى ينشأ بعيدًا عن هويته الإسلامية،
مفتونًا بالغرب، زاهدًا في قيم دينه.


ثالثًا: مسؤولية الوالدين

أيها الوالدان الكريمان،
إنكما مسؤولان أمام الله عن كل ما يشاهده أبناؤكما،
فالعين نافذة إلى القلب،
وما تراه اليوم في طفلك من تصرفات غريبة،
قد يكون أثر كرتونٍ تابعَه مرارًا دون رقابة.

قال النبي ﷺ:

«كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»
(رواه البخاري ومسلم)

فلا تتركوا الهاتف واللوح الإلكتروني والرسوم تتولى تربية أولادكم،
فإنكم حينها تسلمونهم إلى أيدٍ خفيةٍ تهدم ما تبنونه بأنفسكم.


رابعًا: كيف نحمي أبناءنا من خطر الكرتون؟

الرقابة الواعية
راقبوا ما يشاهده أبناؤكم دون قسوةٍ ولا إهمال،
واسألوا: ماذا شاهدت؟ وماذا تعلمت منه؟

البديل الهادف
وفّروا لهم برامج كرتونية إسلامية أو تربوية نظيفة،
تجمع بين التسلية والتعليم،
حتى لا يشعروا أن “الحق ممل” و”الباطل ممتع”.

القدوة الصالحة
حين يرى الأب أو الأم يقرآن، ويتحدثان، ويتفاعلان،
سيتعلم الطفل أن الحياة الحقيقية ليست خلف الشاشة.

تحديد الوقت
ضعوا أوقاتًا محددة للمشاهدة،
حتى لا يُصاب الطفل بإدمان الشاشة ويهمل واجباته.

الحديث عن القيم بعد المشاهدة
حوّلوا كل مشهدٍ إلى فرصة تعليمية،
اسألوا الطفل: هل هذا السلوك صحيح؟ ماذا يُرضي الله في مثل هذا الموقف؟


خامسًا: طفل اليوم… رجل الغد

تذكّروا دائمًا أن الطفل الذي يشاهد اليوم سيقود غدًا،
فإن تغذّى قلبه بالكرتون الفاسد،
كبر بعقلٍ غربيٍّ وجسدٍ مسلمٍ، لا يميّز الحلال من الحرام.

لكن إن وُجّه منذ الصغر إلى القيم والحق،
نشأ محبًّا لدينه، عارفًا بخالقه، متزنًا في سلوكه.


🌸 رسالة من موقع الزواج السعيد

يا أيها الآباء والأمهات،
إن بناء الأسرة لا يكون فقط بتوفير المأكل والملبس،
بل بتربية العقول وحماية الفطرة.

احموا أبناءكم من كرتونٍ يسرق منهم الحياء والعقيدة،
واستبدلوه بحديثٍ طيب، ولحظة دفء، وضحكةٍ في حضن الأسرة.

واجعلوا شعاركم دائمًا:

“أبناؤنا أمانة، فلا نُسلِّم عقولهم إلى شاشاتٍ تُفسد قلوبهم.”