خطر الربا والتديّن لأجل الزواج
الزواج رزقٌ من الله لا يُنال بمعصيته
أولًا: الزواج عبادة لا تجارة
الزواج في الإسلام عبادةٌ وسُنّةٌ من سنن المرسلين،
يُبتغى به وجه الله، وتُصان به النفس والعِرض،
وليس مشروعًا دنيويًا نُخطّط له بالمعاصي أو المكر أو الرياء.
قال الله تعالى:
﴿وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ﴾
[النور: 32]
فالذي يرزق هو الله،
وليس الربا، ولا الكذب، ولا المظاهر الكاذبة.
ومن ظنّ أن المال المحرّم سيُقيم بيتًا سعيدًا، فقد خَدع نفسه.
ثانيًا: خطر الربا على الزواج والرزق
كثيرٌ من الشباب اليوم يقعون في فخٍّ خطير،
فيقترضون بالربا ليُقيموا حفلة زفافٍ فاخرة،
أو ليشتروا بيتًا أو سيارةً يُفاخرون بها،
ونَسُوا أن الربا يمحق البركة ويهدم الرزق.
قال الله تعالى:
﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾
[البقرة: 276]
فالربا ليس بابًا للراحة، بل بابٌ للعناء،
ومَن بنى زواجه على حرامٍ،
فكأنّه بنى بيتَه على رملٍ متحرك،
لا ثباتَ له ولا بركةَ فيه.
وقد قال النبي ﷺ:
«درهم ربا يأكله الرجل، وهو يعلم، أشدّ من ستٍ وثلاثين زنية.»
[رواه أحمد والطبراني]
فكيف يُرجى السعادة من مالٍ يُغضِب الله؟
وكيف يُنتظر التوفيق من زواجٍ بدأ بمعصيةٍ واضحة؟
ثالثًا: التديّن لأجل الزواج… خداعٌ للنفس قبل الناس
ومن صور الانحراف الأخرى أن يتظاهر بعض الشباب أو الفتيات بالتديّن فقط لأجل الزواج،
فيُظهرون التزامًا شكليًا ليُقبلوا في الخطبة، ثم يتراجعون بعد الزواج.
وهذا خُلُقٌ مذموم،
لأن الدين ليس وسيلةً للزينة أو كسب الثقة،
بل هو عهدٌ بين العبد وربه.
قال النبي ﷺ:
«إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى.»
[متفق عليه]
فمن تديّن ليُرضي الناس، لم يرضَ الله عنه،
ومن خادع في دينه، خسر زواجه ودنياه وآخرته.
الزوج أو الزوجة الصالحان لا يُختاران بالمظاهر،
بل بالصدق والإخلاص، لأن التقوى لا تُتقمّص، بل تُعاش.
رابعًا: الرزق في الحلال لا في التحايل
قد يُظنّ أن الحلال قليل، وأن الربا حلٌّ سريع،
لكن الحقيقة أن البركة في الحلال، ولو كان قليلاً،
وأن ما عند الله لا يُنال بمعصيته.
قال الله تعالى:
﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾
[الطلاق: 2–3]
فمن صبر على ضيق الحلال،
فتح الله له من الرزق ما لم يتوقع،
وألقى في قلبه سكينةً لا يعرفها أصحاب المال الحرام.
خامسًا: الزواج الحلال يجلب البركة والسعادة
الزواج الذي يُبنى على الحلال،
يُثمر سعادةً في الدنيا ورضا في الآخرة.
بيتٌ بُني على الصدق والنية الطيبة،
قد لا يكون واسعًا، لكنه مملوء بالحبّ والبركة.
أما بيتٌ بُني على الحرام،
فمهما اتّسع وجُهّز، سيبقى ضيّق الصدر، ناقص البركة، مليئًا بالمشكلات.
🌸 سادسًا: تذكير للآباء والأبناء
أيها الآباء،
لا تزوّجوا أبناءكم أو بناتكم على حساب الدين،
ولا تغرّكم المظاهر أو الأموال،
بل علّموهم أن البركة في الحلال،
وأن التديّن الحقيقي هو الذي يظهر في الخلق والعمل لا في المظهر.
🌺 في موقع الزواج السعيد
نذكّر كل شابٍّ وفتاة أن الزواج رزقٌ من الله،
ولا يُنال الرزق بمعصيته،
ولا تُنال السعادة بخداع الناس أو بأكل الربا.
فالمال الحلال يجلب طمأنينةً دائمة،
أما الحرام فيجلب قلقًا لا ينتهي.
💡 نصيحة من القلب:
قبل أن تُفكّر كيف تُزوّج أو تتزوج،
فكّر: هل هذا الطريق يُرضي الله؟
فمن بدأ طريقه من باب الحلال،
بلغ بركة الزواج وسعادة القلب،
ومن بدأه بمعصية، وجد فيه ضيقًا لا يُحتمل.

