بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

حين يُقدَّم المال على الدين

تحذير للزوج الذي يختار الزوجة لوظيفتها أو مالها دون النظر إلى دينها


أولًا: ميزان الزواج في الإسلام

الزواج في الإسلام ليس صفقةً مادية ولا مشروعَ مصلحة،
بل هو عبادةٌ وسكنٌ ورحمةٌ ومودةٌ،
أساسها التقوى لا الراتب، والإيمان لا المنصب.

قال النبي ﷺ:

«تُنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها،
فاظفر بذات الدين تربت يداك.»
[متفق عليه]

فمن جعل المال ميزان اختياره، خسر بركة الزواج،
ومن قدّم الدين على كل شيء،
نَالَ السعادة والسكينة، ولو قلّ المال.


ثانيًا: الغاية لا تُبرر الزواج

بعض الرجال اليوم لا يسألون عن خُلق المرأة أو سترها،
بل يسألون عن وظيفتها وراتبها،
وكأنها بنكٌ أو مصدر دخلٍ إضافي.

ينسى هؤلاء أن الزوجة رزقٌ لا راتب،
وأنّ الزواج الذي يُبنى على المال،
يُهدم بالمال حين يقلّ أو يُمنع.

كم من رجلٍ تزوّج بموظفةٍ غنية،
ظنّ أنه سيجد الراحة،
فلم يجد إلا جدالًا، وعلوًّا، وتكبّرًا،
لأن النية فاسدة، والاختيار لم يكن لله.


ثالثًا: خطر التغاضي عن الدين

أن يتغاضى الرجل عن تبرّج المرأة أو اختلاطها أو تفريطها في الصلاة
بدعوى أنها موظفة أو ناجحة أو ميسورة،
فذلك من أعظم الخطر على دينه وبيته وأولاده.

فالزوج الذي لا يهمّه إلا المال،
سيُسأل غدًا أمام الله:

لماذا رضيت بامرأةٍ لا تصلّي، ولا تتحجّب، ولا تغار على دينها؟

وهل يُنتظر من بيتٍ تُبنى جدرانه على معصية الله
أن يُظلّل سعادةً أو يُثمر بركة؟


رابعًا: الزوجة الصالحة رزق

الزوجة الصالحة لا تُقاس بوظيفتها،
بل بقلبها الذي يخاف الله،
وعقلها الذي يحفظ بيتها،
ولسانها الذي يذكّرك بالآخرة.

قال النبي ﷺ:

«الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة.»
[رواه مسلم]

المرأة الصالحة قد لا تملك وظيفة،
لكنها تملك قلبًا يُرضي الله عنك،
ويجعل بيتك جنّةً في الدنيا قبل الآخرة.


خامسًا: المال يزول… والدين يبقى

المال قد يُغني اليوم ويُفتن غدًا،
أما الدين فهو الذي يُثبّت البيت عند الشدائد.

ومن جعل الدين آخر اهتماماته في الزواج،
فلن يلوم إلا نفسه حين يجد الاضطراب،
لأن من اختار الدنيا خسرها وخسر الآخرة معها.

قال الله تعالى:
﴿وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾
[الحج: 32]


سادسًا: إلى كل شابٍّ يبحث عن “الراحة المادية”

تذكّر أن الله هو الرزّاق،
وليس الزوجة، ولا الراتب، ولا الوظيفة.
فلو كنت تبحث عن الرزق،
فالطريق إليه هو البركة لا الأرقام.

اختر زوجتك بدينها،
وسيعوّضك الله من البركة ما يفوق مال الدنيا.
أما إن بعت دينك لأجل مالها،
فسيُذهب الله البركة من مالك ومن قلبك.


🌸 في موقع الزواج السعيد

نذكّر الأزواج والمقبلين على الزواج:
الزوجة ليست مشروعًا اقتصاديًا،
بل شريكةُ عمرٍ وسكينةُ قلبٍ وسندٌ في الطاعة.

فمن أراد السعادة، فليبحث عمّن تعينه على الآخرة،
لا عمّن تُعينه على جمع الدنيا.


💡 نصيحة من القلب:
لا تبيع آخرتك بوظيفةٍ مؤقتة،
ولا تستبدل نعيم الإيمان بزخارف المال.
ابحث عن امرأةٍ تُقرّبك من الله،
فهي الرزق الحقيقي الذي لا ينفد.