بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

حين يغيب الستر… تضعف الفطرة

خطر تعرّي الأم أو عدم احتشامها أمام أبنائها

لأن الحياء يبدأ من البيت… وينتهي عنده

البيت هو المدرسة الأولى، والقدوة الكبرى، والمشهد الذي تتشكل فيه شخصية الطفل دون أن ينطق أحد بكلمة.
والأم — بحنانها، برقتها، وبصورتها اليومية في أعين أبنائها — هي أكثر شخصية تُؤثر في فطرتهم وسلوكهم ونظرتهم للجسد والحياء.

وحين تفقد الأم احتشامها أمام أبنائها، أو تتعرّى، أو تظهر بملابس غير لائقة… فذلك ليس خطأ عابرًا، بل جرحٌ عميق في حياء الطفل وفطرته.


🌿 1. الأطفال يتعلمون الحياء بالمنظر قبل الكلمة

الطفل لا يدرك المعاني الكبيرة، لكنه يفهم الصور.
وحين يرى أمه غير محتشمة، تتكوّن داخله قناعة أن هذا الأمر “عادي”، فينخفض مستوى الحياء تدريجيًا.

الأم قد تقول ألف مرة: “استحِ… البس جيدًا… لا تظهر جسمك”
لكن كلمة واحدة لا تُلغي مشهدًا يراه كل يوم.


🌿 2. التعري يوقظ فضول الطفل… ويكسر حاجز البراءة

قد يظن البعض أن الطفل “لا يفهم”، وهذا خطأ.
الطفل يفهم… يلاحظ… ويُخزن في ذاكرته.

التعري أمام الأبناء يؤدي إلى:
🔸 كسر خصوصية الجسد
🔸 ضعف شعور الحياء لديهم
🔸 إثارة فضول غير صحي
🔸 تساؤلات مبكرة لا تناسب عمرهم
🔸 نموّ ملامح الشهوة في سنّ صغير دون وعي

وقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يشاهدون مشاهد تعري داخل أسرهم يصبحون أكثر عرضة للاضطراب السلوكي والعاطفي حين يكبرون.


🌿 3. قواعد الشرع واضحة… والحياء قيمة عظيمة

قال ﷺ
“الحياء كله خير”
وقال أيضًا:
“إن لكل دين خلقاً وخلق الإسلام الحياء.”

والاحتشام داخل البيت عبادة…
والتعري أو كشف العورات أمام الأبناء أمرٌ نهى الشرع عنه حمايةً للفطرة.

فالأم ليست قدوة في الأخلاق فقط، بل قدوة في الستر أيضًا.


🌿 4. الأبناء في أعمار معينة يحتاجون لمساحة بصرية آمنة

خصوصًا:
📌 المراهقين
📌 الأولاد بعد سن 7 سنوات
📌 البنات بعد سن 9 سنوات

في هذه المراحل تصبح النظرة مؤثرة، وقد تُحدث اضطرابًا نفسيًا أو ميولًا غير صحيّة.

ليس الحل أن نخوّف الطفل…
بل أن نحميه.


🌿 5. الأثر النفسي للتعري أمام الأبناء

إن التعري المتكرر أمام الأبناء قد يؤدي إلى:

🔸 ضياع مفهوم “الحدود” عند الطفل
🔸 ضعف احترام الخصوصية
🔸 صعوبة التحكم في غريزته لاحقًا
🔸 سلوكيات غير مناسبة مع الآخرين
🔸 رؤية الجسد كشيء مكشوف وليس محفوظًا
🔸 اضطراب العلاقة بين الابن/الابنة وفكرة الحشمة مستقبلًا

الأم قد تظن أن الأمر بسيط…
لكن الطفل يبني على هذه المشاهد رؤيته للعالم كله.


🌿 6. كيف تحافظ الأم على حيائها أمام أطفالها؟

⭐ 1. ارتداء لباس محتشم داخل البيت

ليس شرطًا لباسًا رسميًا، بل لباسًا ساترًا يمنع رؤية ما لا يجوز.

⭐ 2. تغيير الملابس بعيدًا عن الأبناء

في غرفة مغلقة… أو بعد التأكد من عدم وجود الأطفال.

⭐ 3. تعليم الأطفال أدب الاستئذان

كما أمر القرآن:
“يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم…”

⭐ 4. تجنّب التعرّي عند التجهيز أو بعد الاستحمام

حتى لو كان الطفل صغيرًا… العادة إن بدأت، صعب إيقافها.

⭐ 5. تعليمهم الحشمة من خلال القدوة

القدوة أقوى من ألف نصيحة.


🌿 7. الأم المحتشمة تصنع جيلاً نقيًا

احتشام الأم يغرس:
🌿 الحياء
🌿 احترام الجسد
🌿 ضبط النفس
🌿 حب الفضيلة
🌿 الانضباط الأخلاقي
🌿 النظرة الصحيّة للجسد والعلاقات

ابنك يتعلم منك…
وابنتك ترى فيكِ صورتها المستقبلية.


💡 نصيحة من القلب

يا أمّاه…
حتّى لو كنتِ وحدك مع أطفالك، فسترُك عبادة، وقدوتك مسؤولية، واحتشامك رسالة صامتة تربي أكثر مما تُربي الكلمات.

كوني لهم بابًا للحياء… ولا تكوني أول من يكسره.
فالحياء جمال… والستر عِزّ… وما حفظه الطفل صغيرًا، عاش عليه كبيرًا.

واذكري دائمًا:
من زرعت الحياء في قلب أبنائها… زرعت لهم طريق الجنة. 🌿