بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

اللباس… أمانة ومسؤولية: حين تتحوّل المرأة سببًا في فتنة غيرها دون أن تشعر

في زمنٍ اختلطت فيه المعايير، وتداخل فيه الحلال بالحرام، أصبحت قضية لباس المرأة من أكثر القضايا التي تحتاج إلى تذكير ورحمة وبصيرة.
ليس لأن المرأة أقلّ إيمانًا أو أعظم خطراً، بل لأن الزينة نعمة… وقد تكون ابتلاءً إن وُضعت في غير موضعها.

فاللباس ليس قطعة قماش تُختار على مزاج عابر؛
بل هو هوية، وعبادة، وحصنٌ من الفتنة، ورسالةٌ تُرسل للعالم دون كلام.


🌸 أولًا: زينة المرأة أمانة بين يديها

شرع الله للمرأة أن تتزين، وأن تفرح بجمالها، وأن تهتمّ بنفسها…
لكن وسط بيتها، مع زوجها ومحارمها، وفي حدود ما أحلّه الله.

أما حين تخرج للناس، فزينة المرأة تصبح أمانة ثقيلة؛
لأن عيون الناس متعدّدة، وقلوبهم متفاوتة، وفيهم الضعيف والمبتلى، وفيهم من يجاهد نفسه، ومن يبحث عن أي شرارة يقع بها.

والله تعالى قال:
“وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ…”

لأن الزينة تُبدَّى ولا تُخفى… فإذا أُظهِرت بغير حق، جرّت فتنة لا يعلم مداها إلا الله.


🔥 ثانيًا: حين تتبرج المرأة… من يتحمل الإثم؟

لا يقع الذنب على المرأة وحدها، فكل إنسان مسؤول عن نفسه،
لكن الشرع بيّن أن من كان سببًا في الفتنة فهو شريك في إثمها.

🔸 الرجل الذي غُضّ بصره ففُتح بسبب تبرجها
🔸 الشاب الذي كان يقاوم الشهوة فضعُف حين رآها
🔸 المرأة التي تغار أو تتأذى
🔸 المجتمع الذي يزداد اضطرابًا وفوضى أخلاقية

كل هذا تتحمل منه المرأة نصيبًا إن كانت متعمّدة إظهار جمالها لمن لا يحلّ لهم.

قال النبي ﷺ:
“المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان.”
أي جعلها هدفًا للفتنة… إن خرجت بلا ضوابط.


🌿 ثالثًا: الاحتشام ليس تضييقًا… بل حماية ورحمة

بعض النساء تظن أن الحجاب ثقيل، أو أنه يمنعها من الأناقة، أو يجعلها مختلفة عن من حولها…
لكن الحقيقة أن الحجاب:

✨ يصونها
✨ يرفع قدرها
✨ يجعل جمالها محفوظًا لمن يستحق
✨ ويجعل قلبها وقلب غيرها آمنًا

الحجاب ليس حاجزًا…
بل باب أمان يغلق أبوابًا كثيرة للشر، ويحفظ للمجتمع طهره، وللبيوت سكينتها.


🌸 رابعًا: ماذا لو قالت المرأة: “أنا لا أقصد الفتنة!”؟

النية الحسنة لا تُبرّر الفعل الخاطئ.
الشرع لا يحاسب النية فقط، بل الأثر أيضًا.

فالمرأة قد لا تقصد الفتنة، لكنها تعلم أن لباسها لافت، وأنه يثير النظر، وأنه غير منضبط.

والله تعالى قال:
“وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ”
وخطواته لا تبدأ بزنى… بل تبدأ بنظرة… فابتسامة… فإعجاب… فموعد… فهاوية.


🌧 خامسًا: المرأة المتبرجة… ذنبها لا يقف عند نفسها

كل رجل رآها
كل قلب فُتن بها
كل معصية تولّدت من نظرة إليها
كل خيال محرّم انطلق بسببها

هي شريكة في وزره… حتى لو لم تلمسه أو تكلمه.

ليس تهديدًا… بل بيان لخطورة الطريق.


🌼 سادسًا: ومن احتشمت… كُتبت لها الحسنات دون أن تتحرك

المرأة المحتشمة دعوة صامتة.
نور يمشي على الأرض.
ووقارٌ يملأ مكانها.

هي التي يكتب الله لها:

✔ حسنات لمن غضّ بصره
✔ حسنات لأنها حافظت على نفسها
✔ حسنات لأنها صانت مجتمعها
✔ حسنات لأنها التزمت أمر الله

الحياء عبادة…
والحجاب عبادة…
والستر عبادة…
والإصلاح عبادة.


🌷 رسالة لكل أخت تقرأ هذه الكلمات

قد تشعرين أن الواقع يضغط عليك:
الموضة، المجتمع، نظرة الناس…

لكن تذكّري:

لا أحد يستحق أن تعصي الله لأجله.
ولا أحد يستحق أن ينقص من حسناتك لأجله.
ولا أحد سينفعك يوم الحساب غير عملك.

اختاري الحجاب بإرادتك…
واحتشمي لله…
واجعلي خروجك طاعة لا معصية.

فأنتِ عظيمة عند الله،
وجمالكِ في سترِك… لا في كشفك.


💡 نصيحة من القلب

الاحتشام ليس مجرد لباس…
إنه رسالة إيمان تقول للعالم:
أنا امرأة اختارت الطريق الذي يرضي الله.
ومَن اختارت الله… لن يخذلها الله أبدًا.