بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

تزايد العلاقات المحرّمة… جرحٌ يهدّد قلوبنا ومجتمعاتنا

بسم الله الرحمن الرحيم
لم يكن خطر العلاقات المحرّمة يومًا بهذا القرب من الناس كما هو اليوم.
تغيرت الوسائل… وتنوعت الأبواب… وضعُفت الرقابة… وازدادت الفتن، حتى أصبح الوقوع في الحرام سهلاً على من ترك قلبه دون حماية.

وفي عالمٍ عربي يواجه تحديات اجتماعية واقتصادية وإعلامية هائلة…
بدأت نسب العلاقات غير الشرعية ترتفع، وبدأت آثارها تظهر على الأسر والشباب والمجتمع.

هذه المقالة ليست للتخويف… بل لتكون جرس تنبيه يعيد للقلوب وعيها قبل أن تقع في الهاوية.


🔹 أولًا: لماذا تتزايد العلاقات المحرّمة؟

هناك أسباب رئيسية أصبحت تضغط على الشباب والفتيات في عالم اليوم، من أهمها:

1) الاختلاط غير المنضبط — الواقعي والرقمي

لم يعد الاختلاط محصورًا في مكان العمل والدراسة،
بل أصبح الهاتف غرفة خاصة تجمع كل الناس بكل الأوقات.

محادثات… إعجابات… مجاملات… فضول… وكلها تبدأ بـ “لا شيء”، وتنتهي بـ “كل شيء”.

2) تأخير الزواج وصعوبته

غلاء المهور
غلاء السكن
ضعف الدخل
ضعف وعي الأسر
الخوف من المسؤوليات
كلها عوامل تجعل الشاب يتأخر… والفتاة تنتظر… والشيطان يعمل.

3) ضعف الوازع الديني وضياع مفهوم الحياء

في زمن يُسخَر فيه من العفّة، ويُطبع فيه الفجور، ويُحتفل فيه بالمجاهرة…
صار الحياء غريبًا، وصار المنكر معتادًا، وصار المعروف مستحيلاً.

4) الإعلام الذي يستبيح كل شيء

المسلسلات
الأغاني
المنصات
الإعلانات
كلها تقدّم العلاقات المحرّمة كشيء “طبيعي”، بل “رومانسي”، بينما الحقيقة أنها باب خراب.

5) الفراغ العاطفي والنفسي

قلبٌ لم يُملأ بحب الله… سيبحث عن حبٍ آخر بأي طريقة.


🔹 ثانيًا: ما هي نتائج العلاقات المحرّمة؟

قد يظن البعض أن الزنا “لحظة متعة” فقط، لكنه في الحقيقة باب لخراب طويل، يشمل:

1) انهيار البركة

لا يبارك الله في عمر ولا مال ولا جهد في قلبٍ يغذيه الحرام.

2) اضطراب نفسي داخلي

القلق
الندم
الشعور بالنجاسة الداخلي
الخوف من الفضيحة
القلق من المستقبل
كلها تلاحق صاحب المعصية أينما ذهب.

3) فشل الزواج المستقبلي

من تعوّد على الحرام…
يصعب عليه الوفاء في الحلال.

4) ضياع البيوت وفساد الأسر

كل علاقة محرّمة قد تكون بداية خيانة،
وكل خيانة هي بداية طلاق،
وكل طلاق هو بداية ضياع أطفال.

5) انتشار الأمراض الأخلاقية والجسدية

الزنا لا ينشر فقط الأمراض الجسدية… بل ينشر وباءً معنويًا أخطر: انهيار القيم.


🔹 ثالثًا: كيف نحمي أنفسنا وأبناءنا من هذه الفتن؟

1) ترسيخ الحياء كقيمة

الحياء ليس ضعفًا… بل حصنًا.

2) غضّ البصر

النظرة سهم… واللقطة بداية… والشيطان ينتظر.

3) ملء القلب بالطاعة

من عرف لذة الصلاة والقرآن… استحى أن يلطّخ قلبه بالحرام.

4) تيسير الزواج للشباب

على الأسر أن تدرك أن الشدة في الزواج هي الشدة في الفتن.

5) اختيار الصحبة الصالحة

الأصدقاء يوجّهونك، إما إلى الله… أو إلى الهاوية.

6) بناء الثقة داخل الأسرة

الحوار الحنون بين الآباء والأبناء يعالج ألف خطر قبل أن يبدأ.

7) الابتعاد عن الخلوات الرقمية

حسابات مجهولة
محادثات عابرة
تواصل بلا هدف
كلها بيئة خصبة للشيطان.

8) الصيام للشباب

وصية النبي ﷺ كانت واضحة:
“فإنه له وجاء.”


🔹 رابعًا: الحل الحقيقي يبدأ من القلب

القلب إذا امتلأ بحب الله… ضاقت فيه مساحة الحرام.
وإذا خاف العبد من أن يفقد نظر الله إليه… ترك كل شيء لأجله.

ليس المطلوب أن تكون معصومًا…
بل أن تكون يقظًا، مجاهدًا، تائبًا كلما زللت.


💡 نصيحة من القلب

اعلم أن الزنا يبدأ بخطوة صغيرة… كلمة… صورة… إعجاب… فضول…
وكلما تقدّمت خطوة، صعب الرجوع.

احمِ قلبك اليوم…
قبل أن يأتي يومٌ تبكي فيه على ما ضيّعت، ولا تجد إلا الندم.

واذكر دائمًا:
العفاف عزّ… والزنا ذلّ.
ومن ترك شيئًا لله… عوّضه الله خيرًا منه، في قلبه قبل دنياه.