تربية الأبناء تبدأ من برّك بوالديك
إن من تأمل في سنن الحياة أدرك أن ما تزرعه اليوم في والديك، ستحصده غداً من أبنائك. فالحياة دائرة، والبرّ عقيدة وسلوك، من برّ والديه برّه أبناؤه، ومن عقّهما عُوقب من ذريته بمثل فعله.
قال الله تعالى:
﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾
[الإسراء: 23]
فالإحسان إلى الوالدين ليس مجرد واجب ديني، بل هو تربية غير مباشرة لأبنائنا، لأن الطفل حين يرى والده يحنّ على جده وجدته، ويخفض لهما جناح الرحمة، يتعلم عملياً معنى البرّ، ويتشربه دون وعظ أو تلقين.
وكذلك الأم حين تبر والديها وتصبر عليهما، تغرس في نفوس أبنائها الرحمة والاحترام. فالقدوة أبلغ من الأوامر، والطفل لا ينسى المشاهد التي عاشها في صغره.
ومن جهل هذه السنّة، يعجب حين يكبر أولاده ويجد منهم جفاءً أو عقوقاً، ولا يدرك أنه هو من وضع البذرة منذ زمنٍ بعيد بتقصيره في برّ والديه.
فيا من تريد أبناءً بارّين مطيعين، ابدأ بنفسك أولاً، وكن نموذج البرّ والرحمة، تكن قدوةً تُورّث البرّ جيلاً بعد جيل.

