بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

الصدقة والكرم… مفاتيح البركة في الزواج

كيف تُزهر البيوت بالعطاء وتفوح منها السعادة


أولًا: الزواج والكرم وجهان لبركةٍ واحدة

الزواج الصالح يقوم على العطاء والمودّة،
ولا يجتمع في قلبٍ بخيلٌ ومحبٌّ بصدق.
فمن تعوّد أن يُمسك يده عن الخير،
يُمسك أيضًا عن الكلمة الطيبة، وعن الإحسان في البيت.

أما الكرم، فهو طبعُ الأنبياء والأبرار،
وبه تُستنزل البركات على الأسرة،
وتزدهر العلاقات بالحبّ والمروءة والسكينة.

قال رسول الله ﷺ:
«اليد العليا خيرٌ من اليد السفلى.»
[رواه البخاري]


ثانيًا: الصدقة تطهّر المال والقلوب

حين يخرج الزوج من ماله صدقةً،
فهو لا يُنقص رزقه، بل يُزكّيه.
وحين تُخرِج الزوجة من مالها خفيةً أو علنًا،
فهي لا تضيّع مال البيت، بل تفتح له أبواب السماء.

قال تعالى:

﴿وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ﴾
[سبأ: 39]

الصدقة تجعل للبيت نورًا،
تُطفئ غضب الرب،
وتحمي الزوجين من البلاء،
وتُعلّم الأبناء قيمة العطاء والإيثار.


ثالثًا: الكرم في المعاملة قبل المال

ليس الكرم فقط في الدنانير،
بل في المعاملة، والبسمة، والتسامح.
فالرجل الكريم مع أهله لا يُضيّق عليهم،
ولا يُحاسب على الصغيرة والكبيرة،
ولا يمنّ بعطائه،
بل يُعطي حبًّا كما يُعطي مالًا.

والزوجة الكريمة لا تُبخل بعطفها،
ولا تُثقل بيتها بالمطالب،
بل تعيش القناعة والرضا،
فتكون سببًا في دوام السعادة والسكينة.


رابعًا: الصدقة تحفظ الزواج من المشكلات

حين يُقدّم الزوج صدقةً بنية إصلاح الحال،
تُبارك الأيام، ويُهوَّن الخلاف،
ويجد من حيث لا يحتسب أبواب فرجٍ مفتوحة.

وكم من بيتٍ تبدّلت أحواله بعد صدقةٍ خالصة،
سُدِّدَ دين، أو شُفي مريض، أو زال همّ،
لأن الله وعد فقال:

﴿إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ﴾
[التغابن: 17]


خامسًا: علّم أبناءك الكرم كما تعلّمهم الصلاة

ازرع في أبنائك حبّ العطاء منذ الصغر،
علّمهم أن يعطوا المحتاج، وأن يُكرموا الضيف،
وأن يُقدّروا نعمة الله بشكرها وبذلها.

فالأسرة التي ينشأ فيها الكرم،
تنشأ فيها الرحمة، وتزول الأنانية،
ويعيش أفرادها في سعادةٍ لا تعرف ضيقًا.


سادسًا: البركة لا تُشترى بالمال… بل تُزرع بالعطاء

البيت الذي يُخرج الصدقة،
هو بيتٌ لا يعرف قحطًا، ولو قلّ رزقه.
ومن أنفق في سبيل الله، عوّضه الله أضعافًا،
وجعل له القبول في الأرض والسماء.

فالكرم لا يُفقر، بل يُغني،
والبخل لا يُغني، بل يُفقِر القلب قبل الجيب.


🌸 في موقع الزواج السعيد

نذكّر الأزواج والأسر:
أن الصدقة ليست فقط عملًا فرديًا،
بل أساس سعادةٍ جماعية.
بيتٌ يُنفق في سبيل الله،
بيتٌ يفيض حبًا وسكينةً وبركةً.


💡 نصيحة من القلب:
اجعل في كل نفقةٍ نية صدقة،
وفي كل عطيةٍ ابتسامةَ رضا.
أنفق، ولو قليلًا، وسترى كيف تتحوّل حياتك الزوجية إلى بركةٍ دائمة،
فما نُقص مالٌ من صدقة، ولكن زاد في الخير والرضا.