بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

السعادة الزوجية ليست في المال

والنبي ﷺ قدوتنا في البساطة والسعادة


أولًا: السعادة لا تُقاس بالدنيا

كثيرون يظنون أن السعادة الزوجية تُبنى على المال،
وعلى وفرة المقتنيات، ورفاهية البيوت، وجمال المظاهر…
لكن الحقيقة أن المال لا يخلق المودّة، ولا يزرع الطمأنينة.

كم من بيتٍ ميسورٍ غارقٍ في الخصام،
وكم من بيتٍ متواضعٍ تغمره الرحمة والسكينة.

قال الله تعالى:

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾
[الروم: 21]

السكن ليس في القصور،
بل في قلبٍ مطمئنٍّ، وعلاقةٍ تقوم على الودّ والتقوى.


ثانيًا: النبي ﷺ مثال الزوج السعيد

تأمل في حياة النبي ﷺ،
كان يبيت أحيانًا على كساءٍ خشن،
ولا يوقد في بيته نارٌ لأيام،
ومع ذلك كان أزواجه يشعرن بالسعادة والكرامة معه.

ما كان النبي ﷺ يُكثر من مالٍ ولا من زينة،
لكنّه أكثر من اللطف، والابتسامة، والاهتمام، والعدل.

قالت عائشة رضي الله عنها:

“كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.”

هذه البساطة لم تُنقص من مكانته،
بل زادت بيته نورًا، وزوجاته حبًّا ورضًا.


ثالثًا: المال وسيلة لا غاية

لا ننكر أن المال نعمة من الله،
يُعين على النفقة والإكرام وحسن المعيشة،
لكنّه ليس الأساس الذي تقوم عليه السعادة.

فالزوج الكريم قد يُبتلى بضيقٍ في الرزق،
فلا ينبغي أن تفقد الزوجة احترامه أو رضاها،
بل تُعينه وتصبِر، فربّ بيتٍ فقيرٍ أسعد من غنيٍّ مترف.

قال النبي ﷺ:

«انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم،
فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم.»


رابعًا: الزواج عبادة لا صفقة

حين يتزوّج المؤمن،
لا يقيس زواجه بالمهر أو الأثاث أو الكماليات،
بل يراه عبادةً وسكنًا ورحمة.

كل ابتسامة، كل صبر، كل تضحية بين الزوجين
هي عبادة يتقرّبان بها إلى الله.

أما المال، فيبقى وسيلةً لخدمة هذه العلاقة،
وليس حاكمًا عليها.


خامسًا: في الزواج السعيد

البيت السعيد هو الذي فيه غنى القلوب قبل غنى الجيوب.
يضحكان معًا، يتشاركان في البسيط،
ويرضيان بما قسم الله لهما.

يتعاونان على طاعة الله،
ويُربّيان أبناءهما على القناعة والرضا،
حتى لا يظنّوا أن السعادة تُشترى بالذهب أو يُقاس قدرها بالمال.


💡 نصيحة من القلب

اجعلوا قدوتكم رسول الله ﷺ،
الذي عاش زهد الدنيا، وامتلأ حبًّا ورحمة.
وتذكّروا أن القلب إذا امتلأ بالإيمان، استغنى عن الزخارف كلّها.

فالسعادة ليست فيما نملك،
بل فيمن نكون ومع من نكون.
ومن كان الله في قلبه، كان الغنى في بيته.