الزوج الديوث الذي لا يغار ولا يمنع زوجته من التبرج أو التواصل مع الرجال
من أخطر الصفات التي تهدم الحياة الزوجية وتُغضب الله صفة الدِّياثة، وهي أن يرضى الرجل بالمنكر في أهله، أو لا يغار عليهم في دينهم أو عِرضهم.
قال النبي ﷺ:
«ثلاثة لا يدخلون الجنة: العاقّ لوالديه، والديوث، ورَجُلة النساء»
(رواه النسائي).
والديّوث هو الذي لا يغار على أهله، فيسمح لزوجته أن تتبرج، أو تخرج بغير حجاب، أو تتحدث مع الرجال بلا ضرورة، أو تُظهر زينتها أمام غير المحارم، سواء في الواقع أو عبر الإنترنت. وهذا من كبائر الذنوب، لأنّ الغيرة من صفات أهل الإيمان، وذهابها علامة ضعف الدين وفساد الفطرة.
⚠️ ثانيًا: آثار ضعف الغيرة على الأسرة والمجتمع
ضعف الغيرة لا يضر الرجل وحده، بل يُدمّر الأسرة من الداخل، لأنه:
-
يُفقد المرأة الشعور بالأمان والقدوة الصالحة.
-
يُعرّض الأبناء للانحراف، إذ يرون في أبيهم نموذجًا للتهاون في الدين.
-
يُزيل البركة من البيت، لأن الله لا يبارك في بيتٍ يُتهاون فيه في حدود الحياء والحجاب.
-
يُميت الغيرة في قلوب الأبناء والبنات، فينشؤون على التفريط في الأعراض.
قال ابن القيم رحمه الله:
“إذا ذهبت الغيرة من القلب، تَوَدَّع منه الدين.”
💬 ثالثًا: كيف تتصرّف الزوجة في هذا الموقف؟
إذا ابتُليت المرأة بزوجٍ لا يغار، فعليها أن تتصرّف بحكمة وثبات وفق ما يلي:
١. النصح بالحكمة والرفق
لتبيّن له أنّ الغيرة من صفات المؤمنين، وأن التفريط في الحجاب أو التواصل مع الرجال معصية تُغضب الله.
يمكنها أن تقول بهدوء:
“غيرتك عليّ دليل حبك لي وخوفك من الله، والحياء تاج المرأة وكرامتها.”
٢. عدم الطاعة في المعصية
لا يجوز لها أن تطيعه إذا أمرها بالتبرج أو نزع الحجاب أو التواصل مع الرجال، لأنّ طاعة الله مقدّمة على طاعة الزوج.
قال النبي ﷺ:
«لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.»
٣. الاستعانة بأهل الصلاح والعلم
إن لم يجدِ النصح، فلتطلب تدخل شخصٍ صالحٍ من أهله أو إمامٍ موثوقٍ ليوضّح له خطر ما يفعل، وأنّ الغيرة واجب شرعي على كل رجل مسلم.
٤. حماية نفسها ودينها
عليها أن تحافظ على عفّتها وسترها، وأن لا تخرج أو تتبرج برغبته، فدينها أغلى من إرضائه في معصية الله.
🚫 رابعًا: متى يُعدّ ذلك سببًا للفراق؟
إذا وصل الأمر إلى أن يرضى بالمنكر صراحة، أو يُشجع زوجته على التبرج أو المعصية، أو يستهزئ بالدين وأهله، فحينها لا يجوز لها الاستمرار معه إن لم يتُب، لأنّ الله قال:
﴿فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾
[البقرة: 229]
فالزواج الذي يُبنى على المعصية لا بركة فيه، ومن رضي بالحرام فقد أفسد عقد المودة الذي شرّعه الله ليكون في طاعته لا في سخطه.
🌿 خامسًا: طريق الإصلاح والتوبة
باب التوبة مفتوح، فمن تاب إلى الله ورجع عن تفريطه في الغيرة والحجاب، تاب الله عليه.
وعلى الزوج أن يتذكر أن الغيرة ليست تشددًا، بل هي شرف وإيمان، وأنّ الله يغار على عباده، فكيف لا يغار الرجل على زوجته وبناته؟
🌸 خاتمة
الغيرة سياج الحياء، ومن فقدها فقد الأمان والإيمان.
وعلى كل زوجٍ وزوجةٍ أن يتذكّرا أن الزواج عبادة، لا تُحفظ إلا بالستر والعفة والغيرة المشروعة.
🌺 في موقع الزواج السعيد
نؤمن أن الزواج في الإسلام يقوم على الحياء، والغيرة، والستر، وأنّ من أخطر ما يُهدد الحياة الزوجية التهاون في هذه القيم.
وندعو كل زوجٍ إلى أن يغار على أهله كما يحب أن يغار الله عليه، فبقدر ما نحفظ حدود الله، يحفظ الله بيوتنا ويجعلها عامرة بالمودة والسكينة.

