التعامل مع الزوج أو الزوجة الذي لا يُصلّي
الصلاة هي عمود الدين، وأعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين. وهي الفارق بين الإيمان والكفر كما قال النبي ﷺ:
«العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر.»
(رواه أحمد والترمذي)
لكن ماذا لو ابتُلي أحد الزوجين بزوجٍ أو زوجةٍ لا يُصلّي؟ كيف يكون التعامل في مثل هذا الموقف دون أن يتحول البيت إلى ساحة صراع أو فتنة؟
🌿 أولًا: إدراك خطورة ترك الصلاة
ينبغي للزوج أو الزوجة الصالح أن يُدرك أن ترك الصلاة ذنبٌ عظيم، وخطره على الإيمان كبير.
قال الله تعالى:
﴿فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ [مريم: 59].
فالواجب هو الحرص على إنقاذ الطرف الآخر من هذا التقصير، لا الغضب أو الإهانة، بل الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.
💞 ثانيًا: الدعوة بلُطفٍ وحكمة
اللين والرحمة هما مفتاحا القلوب.
قال الله تعالى:
﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ [النحل: 125].
فاحرص أن يكون كلامك نابعًا من محبة لا من ازدراء.
-
ذكّره/ذكّريها بنِعم الله التي تستحق الشكر بالصلاة.
-
أسمِعه مواعظ أو مقاطع مؤثرة عن فضل الصلاة.
-
صلِّي أمامه/ها برفق، دون إلحاحٍ مملّ أو نظرة استعلاء.
🕌 ثالثًا: اجعل البيت بيئة تُحبب في الصلاة
أحيانًا يكون السبب في ترك الصلاة هو الجو العام أو الرفقة السيئة أو الكسل.
فاحرص أن يكون بيتك بيتَ صلاةٍ وذكرٍ لله:
-
شغّل الأذان في المنزل عند كل وقت صلاة.
-
ذكّر بأوقات الصلاة بلُطفٍ دون توبيخ.
-
اجعل الحديث عن الدين طبيعيًا ومحببًا، لا صارمًا أو مملًا.
فالجو الإيماني له أثر كبير على القلوب، خصوصًا إذا كان يصدر عن حبٍّ وإخلاص.
🌸 رابعًا: استخدم الأسلوب العملي
أحيانًا الفعل أبلغ من القول.
-
توضأ أمام زوجك، وادعه للصلاة معك.
-
إن كنت زوجًا، نادِ زوجتك للصلاة بأسلوب رقيق:
“هيا نصلي معًا، لعل الله يجمعنا في الجنة كما جمعنا في الدنيا.” -
شجعها أو شجعه على صلاة الجماعة أو حضور خطبة مؤثرة أو درسٍ ديني.
خامسًا: لا تيأس من الدعاء
الهداية بيد الله وحده.
قال تعالى:
﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ﴾ [القصص: 56].
فداوم على الدعاء له أو لها بالهداية، وادعُ في سجودك أن يُلين الله قلبه ويشرح صدره للصلاة.
الدعاء في جوف الليل قد يصنع ما تعجز عنه الكلمات.
⚖️ سادسًا: إذا أصرّ على ترك الصلاة
إن أصرّ الطرف الآخر على ترك الصلاة بالكلية، فيُخشى أن يكون بذلك قد وقع في الكفر الأكبر – على قول كثير من العلماء – لأن الصلاة هي الفارق بين الإسلام والكفر.
وفي مثل هذه الحالة، ينبغي الرجوع إلى العلماء أو الجهات الشرعية الموثوقة للنظر في استمرار العلاقة أو فسخها بحسب الحال، فالأمر خطير ويتعلّق بالعقيدة.
🌷 خاتمة
الزواج نعمة عظيمة، لكن أعظم منه نعمة الهداية والصلاة.
فليكن هدفك أن تكون سببًا في هداية شريكك لا في نفوره، وأن يكون بيتكما بيتًا يقوم على الصلاة والذكر والطاعة.
فالصلاة إذا عُمّرت في البيت، عمّ فيه الخير والبركة والسكينة.
🌿 في موقع الزواج السعيد، نذكّر بأن أساس الزواج الصالح هو الدين، وأن من أهم ما يُسأل عنه الخاطب أو المخطوبة: “هل يُقيم الصلاة؟”، لأن الصلاة عنوان الصلاح، ومن أقامها أقام الدين كله.

