بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

الاقتداء بالنبي ﷺ في التعامل مع الزوجة

هل نتعلم الزواج كما علّمنا رسول الله ﷺ؟


أولًا: الزواج عبادة لا عادة

الزواج ليس مجرّد عقدٍ دنيوي أو علاقةٍ اجتماعية،
بل هو عبادة عظيمة إذا أُقيمت على سنّة رسول الله ﷺ.
فالنبي ﷺ لم يكن نبيًّا فقط في المسجد، بل كان نبيًّا في بيته،
يُعلّم الأمة كيف يكون الزوج الصالح، والرفيق الحنون، والقائد الرحيم.

قال الله تعالى:
﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ﴾ [الأحزاب: 21]


ثانيًا: من هدي النبي ﷺ في بيته

💞 1. كان يشارك زوجاته حياتهن

لم يكن النبي ﷺ جالسًا متكبّرًا ينتظر الخدمة،
بل قالت عائشة رضي الله عنها:

“كان يكون في مهنة أهله، فإذا سمع الأذان خرج.”
أي: يساعد في البيت، يخصف نعله، ويحلب شاته، ويهتم بشؤون بيته.

يا أيها الأزواج، هذا هو الرجولة الحقيقية،
رجولة المشاركة، لا السيطرة.


🌷 2. كان يلاطف ويمازح زوجاته

كان ﷺ يقول لعائشة:

“يا عائش، هذا جبريل يقرئك السلام.”
وكان يسابقها في الطريق، ويبتسم لها، ويُظهر المودة أمام الناس.

هكذا كان الحب في بيته ﷺ:
طهرٌ، رحمة، وبساطة، لا صورًا مزيفة ولا كلمات باردة.


🌹 3. كان يصبر على غيرتهن

الغيرة طبيعة في النساء، ولم يكن النبي ﷺ يغضب منها.
فعندما كسرت إحدى زوجاته الصحفة غيرةً،
ابتسم وقال:

“غارت أمكم.”
ثم جمع الطعام وأرسل صحفةً بدلها،
ليُعلّمنا أن الموقف يُعالج بالحلم لا بالعصبية.


🌼 4. كان يكرمهن أمام الناس

لم يكن يخفي حبه لزوجاته،
بل كان يقول صراحة:

“خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي.”
[رواه الترمذي]

كم من رجلٍ اليوم يلين للناس ويقسُو على أهل بيته،
ولو اقتدى بنبيه ﷺ، لعرف أن البيت هو ميدان الرجولة الأولى.


ثالثًا: كيف نقتدي به في زمن الفوضى الزوجية؟

في زمنٍ كثرت فيه الخلافات والطلاق،
صار الاقتداء بالنبي ﷺ هو طوق النجاة للأسرة المسلمة.

✅ 1. اقرأ سيرته في بيته

اجعل من قراءة أحاديثه وسيرته عادة أسرية،
لتتعلموا كيف كان ﷺ زوجًا، وكيف كان يربي بحبه وحكمته.

✅ 2. ضع معيارك في الزواج على سنّته

لا تجعل ما يُروَّج في الإعلام معيارك،
بل انظر: هل يرضى النبي ﷺ عن هذا التصرف لو كان في بيتك؟

✅ 3. قدّم الرحمة قبل الكلمة

إذا غضبت زوجتك أو قصّرت،
تذكّر حلمه ﷺ وصبره،
فالعفو واللين يصنعان بيوتًا مطمئنة،
أما القسوة فتهدمها حجَرًا بعد حجر.


رابعًا: دعوة لكل زوجين

أيها الأزواج والزوجات،
إن من أعظم أسباب السعادة الزوجية أن يكون النبي ﷺ قدوتكما.
اقرآ عنه لا لمجرد المعرفة، بل لتُطبّقا هديه في بيوتكم.

فالبيت الذي يُقام على سنّته ﷺ،
تسكن فيه المودة، ويحل فيه التوفيق،
ويصبح الزواج وسيلةً إلى الجنة، لا ساحةَ نزاعٍ وشقاء.

قال الله تعالى:
﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ﴾ [آل عمران: 159]
فبرحمته ﷺ لانت القلوب، وباتباع سنّته تلين البيوت.


🌺 في موقع الزواج السعيد

نذكّر أنفسنا وإياكم أن القدوة في الحياة الزوجية ليست من الأفلام ولا من وسائل التواصل،
بل من سيرة خير الخلق ﷺ،
الذي جمع بين النبوة والرحمة، بين القيادة والمودة،
فأقام بيوتًا كانت منارات إيمان وسعادة.

فلنعد إلى سنّته، ولنجعلها منهاج بيتٍ يرضى الله عنه.