الأب القدوة ومعلم الرجولة
إن من أعظم ما يقدمه الأب لابنه أن يورّثه خبرته وتجربته في الحياة الزوجية، فالحياة ليست كتباً تُقرأ، بل تجارب تُعاش، وحكمة تُنقل من جيلٍ إلى جيل.
على الأب أن يكون قدوة لابنه في مسؤوليته وخلقه وعدله وصبره، وأن يُحدّثه بصراحة ورفق عن معنى الزواج، وما يتطلبه من تضحيةٍ وتحمّلٍ وحكمةٍ في التعامل مع الزوجة والأبناء.
فليُعلّمه كيف يكون قوّاماً على بيته بالعدل لا بالقسوة، وبالرحمة لا بالضعف، وليُبيّن له كيف يُنفق بحكمة، وكيف يُدير بيته برشد، وكيف يكون زوجاً محبًّا، وأباً حنوناً، وقائداً مسؤولاً.
إن الابن الذي نشأ على عيون أبيه، وشهد مواقفه في الصبر والعطاء، يتعلم الرجولة الحقة دون أن تُلقَّن له دروساً.
أما من حُرم من توجيه والده، فقد يتخبط في حياته الزوجية، ويكرر الأخطاء نفسها التي وقع فيها من قبله.
فعلى الأب أن لا يترك ابنه يكتشف الحياة وحده، بل يأخذ بيده، ويحدثه بصدق عن نجاحاته وإخفاقاته، ويغرس فيه أن الزواج مودة ورحمة ومسؤولية لا مجرد مشاعر مؤقتة.
فكما تُربي الأم ابنتها لتكون زوجة صالحة، يجب أن يُربي الأب ابنه ليكون زوجاً راشداً، وأباً صالحاً، ورجلاً يحمل الأمانة بحقّ.

