باب رحمة مفتوح
إعفاف الفتيات الواقعـات في الحرام… مسؤولية مجتمع يرحم ولا يدين
في عالمٍ يمتلئ بالفتن والضغوط، تقع بعض الفتيات في طرقٍ مظلمة لا تُرضي الله ولا تحفظ الكرامة. قد تدفعهن الحاجة، أو الجهل، أو الخديعة، أو القسوة، إلى الوقوع في الزنى أو في أعمال مهينة.
لكن الإسلام — في عدله ورحمته — لا ينظر إليهن كأرقامٍ ضائعة، بل كـ نفوس تحتاج باب نجاة، وقلوب تحتاج من يأخذ بأيديها.
والمجتمع الراشد لا يكتفي بالنقد، بل يصنع بابًا للعودة… لأن من أعان مسلمًا على التوبة والطهارة، فقد فتح لنفسه بابًا من الخير لا يُغلق.
🌸 أولًا: الشرع يدعو إلى الستر… قبل أن يدعو إلى العقوبة
الستر قيمة عظيمة في الإسلام، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم:
“من ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة.”
الهدف ليس فضح الزلات، بل حماية الإنسان من أن يستمر فيها.
والفتاة التي انزلقت في الحرام لا تهتدي بالخطب القاسية، بل بكلمة رحيمة، وعملٍ ينقذها من الحاجة، ومجتمعٍ يفتح لها بابًا جديدًا.
🌱 ثانيًا: توفير عمل شريف… طريق نجاة ومفتاح عفاف
كثير من الفتيات اللاتي يعملن في طريق الحرام لا يبحثن عن الشهوة… بل عن اللقمة، أو عن مهرب من الظلم، أو عن يدٍ تنتشلهم.
ولذلك كان من أعظم أبواب الإصلاح:
💡 توفير عمل شريف كريم يحفظ كرامتها ويغنيها عن الحرام.
• عمل في مطبخ
• خياطة
• تنظيف
• عمل إداري
• عمل منزلي محترم
• دعمها في مشروع صغير
• تدريب مهني يكسبها حرفة
• دعم نفسي وروحي
مثل هذه الأعمال تنتشل حياة كاملة، وتحوّل فتاة كانت قرب الهلاك إلى إنسانة مستقيمة، عفيفة، نافعة.
🌿 ثالثًا: حماية الفتاة يعني حماية أسرة… وحماية مجتمع
حين يتم إنقاذ امرأة واحدة من الحرام:
-
نُنقذ مستقبل أبنائها
-
نُغلق باب فساد قد يصيب شبابًا آخرين
-
نُعيد للمجتمع فتاة نظيفة طاهرة
-
نمنع سلسلة من الألم والظلم والاستغلال
-
ونصنع بابًا من أبواب البر لا يُنسى
كل خطوة لإعفاف امرأة…
هي في الحقيقة خطوة لحماية المسلمين جميعًا.
🌼 رابعًا: من أعان تائبة… أعانه الله يوم القيامة
من ساعد فتاة على ترك الحرام:
بالعمل، أو الستر، أو النصح، أو التوجيه، أو الدعم…
فقد شارك في أعظم عمل:
إحياء نفس.
والنبي ﷺ قال:
“لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم.”
فكيف بمن يُعفّ فتاة ويُنقذ أسرة ويُطهّر مجتمعًا؟
🌙 خامسًا: التوبة مفتوحة… والله يغفر الذنوب جميعًا
لا شيء أقوى من توبة صادقة.
والفتاة التي تتوب من الزنى أو من عمل الحرام… قد تكون في ميزان الله أعظم من آلاف الغانيات، لأنها رجعت بقلب منكسر وخوف صادق.
والمجتمع الذي يفتح لهذه الفتيات باب أمل…
هو مجتمع يعرف أن الرحمة أقوى من الإدانة.
🌺 خاتمة: إصلاح المرأة… إصلاح للمجتمع كله
“الزواج السعيد” يؤمن أن إعفاف فتاة واحدة قد يغيّر مستقبلًا كاملًا.
ليس المطلوب أن نُدين، بل أن نُصلح.
ليس المطلوب أن نُبعد، بل أن نُعيد.
ليس المطلوب أن نُغلّظ، بل أن نفتح باب رحمة وستر وعمل.
وما أعظم الأجر حين يكون سبب هداية فتاة، أو حفظ ابن، أو حماية بيت… يدُك أنت.

