في عالم يركّز على المشاعر الفردية والقرارات السريعة، يبقى رضا الوالدين وموافقتهما في الزواج من أعظم أبواب البر، وأساسًا متينًا لبناء حياة زوجية مستقرة.
الزواج في الإسلام ليس علاقة عابرة بين رجل وامرأة، بل هو مشروع أسري متكامل، يبدأ من النية الصادقة، ويُبنى على الرضا والاحترام، ويُبارك عندما يكون الأهل طرفًا فيه، لا أعداء له.
❖ أولًا: موافقة الوالدين ليست شكليّة.. بل شرعية
في حالة الفتاة، يُشترط وجود الولي، ولا يصح الزواج بدونه، كما قال النبي ﷺ:
“لا نكاح إلا بولي” [رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني].
أما بالنسبة للشاب، فموافقة والديه ليست شرطًا لصحة العقد، لكنها من تمام البر والطاعة والإحسان، وقد تُفتح بها أبواب التوفيق.
❖ ثانيًا: لماذا رضا الوالدين مهم في الزواج؟
-
البر بالوالدين من أعظم القربات، والزواج دون رضاهم قد يُغضبهم، ويغضب الله معهم.
-
الزواج مشروع طويل الأمد، وتحتاج فيه لدعم عائلتك، ورضاهم عن شريكك.
-
الزواج دون رضا الوالدين قد يُشعل المشاكل، ويفتح أبواب الخلاف بين الطرفين، حتى لو بدأ بسعادة ظاهرية.
-
رضاهم سبب في بركة الزواج، وسعادة الأب والأم تدخل في سعادة أبنائهم.
❖ ثالثًا: ماذا تفعل إذا لم يوافق الوالدان؟
↢ أولًا: تحاور بهدوء واحترام، واسمع أسبابهم، فقد يرون ما لا تراه.
↢ ثانيًا: استعن بشخص حكيم من العائلة، قد يكون له تأثير أكبر.
↢ ثالثًا: استخِر الله واستشِر أهل العلم، فالدين لا يظلم أحدًا.
في بعض الحالات النادرة، إذا رفض الولي تزويج الفتاة دون مبرر شرعي، يمكن رفع الأمر للقضاء الشرعي، لكن هذا استثناء لا قاعدة.
❖ رابعًا: رسالة لكل شاب وفتاة
لا تجعلوا الزواج بداية قطيعة مع والديكم، بل اجعلوه طريقًا جديدًا لبرّهم، وإدخال السرور إلى قلوبهم.
حتى وإن اختلفت الآراء، يبقى الاحترام والتفاهم هو الطريق الأنجح، والله لا يخيب من يسعى برفق ويطلب الخير بالحلال.
✦ في “الزواج السعيد”:
نحرص دائمًا على أن تكون خطوات الزواج برضا الأهل، لأننا نؤمن أن الزواج الناجح يبدأ برضا الوالدين، وينمو في بيئة مباركة ومليئة بالدعاء والمساندة.
❖ خلاصة:
موافقة الوالدين ليست قيدًا، بل مفتاح للراحة، وأساس في الزواج الإسلامي.
ومن يسلك درب البر، يفتح الله له أبواب التوفيق والسعادة والرضا.