لا تضحك على بنات الناس باسم الحب
كما تدين تُدان، ومن خدع اليوم خُدع غدًا
أولًا: الحب ليس وسيلة للخداع
في زمنٍ كثرت فيه الفتن، صار بعض الشباب يتخذون من كلمة “الحب” جسرًا للوصول إلى الحرام،
فيتوددون للفتيات بالكلام المعسول والوعود الكاذبة،
يوهمونهن بالزواج ليكسبوا ثقتهن، ثم يتركونهن مكسورات القلوب، ملوثات السمعة.
وهذا — والله — من أعظم الظلم وأخطر الفواحش،
فمن خان الأمانة، وأهدر كرامة فتاةٍ بريئة، فقد خالف أمر الله في قوله:
﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾
[الإسراء: 32]
ثانيًا: جريمة في حق الدين والكرامة
من يعبث بمشاعر فتاةٍ ويستغل ثقتها، لا يؤذيها وحدها،
بل يهدم أسرتها، ويجرح قلب أبيها، ويمزق شرف أهلها.
إنها ليست مجرد كلمات على الهاتف، بل هي خيانةٌ لحدود الله، وظلمٌ لإنسانةٍ لها مشاعر وكرامة.
والعاقل يعلم أن القلوب تُحاسَب كما تُحاسَب الجوارح،
قال النبي ﷺ:
«إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا يهوي بها في جهنم سبعين خريفًا»
[رواه الترمذي]
ثالثًا: تذكّر أنك كما تفعل يُفعل بك
من ضحك على بنات الناس، ضحك غيره على من يحب.
ومن خدع اليوم، سُيخدع غدًا، فهذه سنّة الله في خلقه:
﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ [الفجر: 14]
ربّ فتاةٍ بكَت في ليلها من خديعتك، فارتفعت شكواها إلى السماء،
فاحذر أن تكون خصيمها يوم القيامة.
وتذكّر — أيها الشاب — أنك إن جنيت على فتاة اليوم،
فقد يأتي من يجني على أختك أو ابنتك غدًا بالطريقة نفسها.
فمن حفر حفرةً لغيره، وقع فيها أولًا.
رابعًا: الحب الحقيقي في الحلال
من أراد فتاةً فليأتِ بابها من بابه، وليطلبها بالحلال،
فالرجل الحقيقي لا يختبئ خلف الشاشات والكلمات، بل يظهر عند الجدّ، ويحفظ كرامة من يحب.
قال النبي ﷺ:
«لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح»
[رواه ابن ماجه]
فالحب الصادق لا يعرف الخيانة، بل يُترجم إلى زواجٍ كريم، وسُترةٍ تحفظ الدين والعرض.
🌸 خامسًا: وصية لمَن أراد النجاة
احذر أن تلهو بمشاعر الناس، أو تستهين بقلوبٍ ضعيفة وثقت بك.
واجعل نيتك دائمًا صافية، فإن الله مطّلعٌ على السرائر.
وإن كنت قد أخطأت، فتب إلى الله توبةً نصوحًا قبل أن يأتي يومٌ لا ينفع فيه الندم.
💠 في موقع الزواج السعيد
نذكّر الشباب أن من أراد الزواج فليطلبه بطريقٍ شريفٍ نقيّ،
ومن أحبّ فليثبت صدق حبّه بالحلال، لا بالخداع والحرام.
فما بُني على الكذب لا يدوم، وما صيغ بالحق يثمر سعادة وطمأنينة.
ومن حفظ بنات الناس، حفظ الله عليه أهله وذريّته،
ومن خان، وجد خيانته في بيته ولو بعد حين.

