ظاهرة الطلاق… حين ينهار الميثاق الغليظ
الزواج في الإسلام ليس مجرد عقدٍ بين رجلٍ وامرأة، بل هو ميثاق غليظ، وسكنٌ ورحمة، وبناء أسرةٍ تعبد الله وتعمّر الأرض.
لكن في السنوات الأخيرة، ارتفعت نسب الطلاق في مجتمعاتنا العربية والإسلامية بشكلٍ مقلقٍ، حتى صار الطلاق يُلفظ في لحظة غضب، ويُتداول في المجالس وكأنه أمرٌ عادي!
قال تعالى:
“ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة” [الروم: 21]
فأين ذهبت المودّة؟ وأين اختفى السكن؟
⚖️ أسباب ارتفاع الطلاق
1. ضعف الوازع الديني
حين يغيب ذكر الله من البيوت، تضعف المودة، وتشتد الأنانية. لا أحد يتنازل، ولا أحد يصبر، وكأن الهدف من الزواج هو المتعة لا العبادة.
2. الجهل بمسؤولية الزواج
كثيرون يدخلون الحياة الزوجية دون استعداد، لا يعرفون أن الزواج يحتاج لصبرٍ وتضحيةٍ وحكمةٍ، لا لمظاهرٍ وهدايا وصورٍ على الإنترنت.
3. تدخل الأهل والإعلام
تدخلات الأهل المبالغ فيها، ونماذج الإعلام المزيّفة التي تُصوّر الحب بلا مسؤولية، جعلت كثيرين يعيشون في أوهامٍ رومانسيةٍ بعيدةٍ عن الواقع.
4. مواقع التواصل والفتن
كم من بيتٍ تهدّم بسبب رسالةٍ أو إعجابٍ أو علاقةٍ عابرةٍ عبر الهاتف! التكنولوجيا فتحت الأبواب للشيطان، وأضعفت الغيرة والثقة.
5. غياب الحوار والرحمة
حين يختفي الحوار، يحضر الصمت والخصام، وحين تغيب الرحمة، لا يبقى شيءٌ يجمع بين قلبين.
💡 أضرار الطلاق على الفرد والمجتمع
الطلاق ليس حلاً سهلاً، فهو يترك جروحاً عميقة:
-
أطفالٌ يتربّون بين النزاع والحرمان.
-
امرأةٌ مكسورة القلب، أو رجلٌ نادمٌ بعد فوات الأوان.
-
مجتمعٌ يمتلئ بالضياع العاطفي وفقدان الثقة في الزواج.
الطلاق المباح قد يكون ضرورةً في بعض الحالات، لكنه اليوم أصبح موضةً مؤلمةً، تُعلن على الملأ بلا حياء، وتُبرَّر بأعذارٍ واهية.
🌿 العلاج يبدأ من البيت
-
تعليم الشباب معنى الزواج قبل الإقدام عليه.
-
دورات شرعية وأسرية لتأهيل الأزواج على فنون التواصل والحوار.
-
عودة الدين إلى الحياة الزوجية، فكلما خاف الزوجان الله، قلّ الطلاق.
-
تحمّل المسؤولية، والصبر على الخلافات، كما قال ﷺ:
«لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقًا رضي منها آخر.»
(رواه مسلم) -
تربية الأبناء على احترام الزواج وعدم الاستهزاء به.
💖 كلمة من القلب
يا من تفكّر في الطلاق، تذكّر أنك تهدم بيتًا بُني بدموعٍ وحبٍّ وأحلام.
الزواج ليس ساحة انتقام، بل ميدان عبادةٍ وصبرٍ ومغفرة.
فابحث عن الحلّ قبل أن تنطق الكلمة التي قد تغيّر مصير حياةٍ كاملة.
🌸 “ما ارتفع الطلاق في أمةٍ إلا حين ضعفت فيها المروءة وقلّ فيها الحياء” 🌸

