بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

زرع المحبة بين الأبناء

أساس بيتٍ متماسكٍ وقلوبٍ مطمئنة

أولًا: المحبة بين الأبناء نعمة تُغرس لا تُفرض
البيت الذي تسوده المحبة هو جنة صغيرة على الأرض، وسرّ ذلك في قلب الوالدين.
فالأب والأم هما من يزرعان في نفوس أبنائهما بذور المودة أو بذور الغيرة.
والمحبة لا تأتي بالأوامر، بل تُبنى بالعدل، والاحتواء، والكلمة الطيبة.

قال النبي ﷺ:

«اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم»
[رواه البخاري ومسلم]

فالعدل هو أساس المحبة، والظلم هو أول طريق الكراهية.


ثانيًا: آثار التمييز والغيرة بين الأبناء
حين يشعر أحد الأبناء أنه أقل حظًا من غيره في الحب أو الاهتمام، تنبت في قلبه غيرةٌ خفية، تتحول مع الأيام إلى حقدٍ وكراهية.
ومن مظاهرها:
🔹 رفض التعاون مع الإخوة.
🔹 العناد أو الغضب من تمييز الآخرين.
🔹 التنافس السلبي بدل التنافس في الخير.

والأسوأ أن تنعكس هذه الغيرة على علاقتهم في الكبر، فيعيشون متباعدين، يحملون جراح الطفولة التي سببها غياب العدل.


ثالثًا: كيف نزرع المحبة في قلوبهم؟
🔹 العدل في العطاء والمعاملة
لا يُفضَّل أحدهم في الهدايا أو الكلمات أو الاهتمام، فالقلب البشري حساس حتى لأصغر المواقف.

🔹 تشجيعهم على التعاون لا التنافس
ليكن شعار البيت: “نحن أسرة واحدة، لا فرق بيننا إلا بالتقوى وحسن الخلق.”

🔹 المدح الجماعي بدل الفردي
عندما يمتدح الوالدان الجميع على إنجازٍ مشترك، تذوب الأنانية، وتكبر روح الفريق.

🔹 تجنب المقارنة
لا تقل: “أخوك أنجح منك” أو “أختك أذكى”، فالمقارنة لا تُصلح، بل تُفسد القلوب.

🔹 غرس معاني الرحمة
علّم أبناءك أن الأخ هو السند بعد الوالدين، وأن الحب بينهم عبادة يتقربون بها إلى الله.


رابعًا: القدوة في التعامل
الأب والأم هما النموذج الأول للمحبة.
فإذا رأى الأبناء والديهم متعاونين متحابين، تعلّموا أن المودة هي الأصل، وأن الخلاف لا يفسد العلاقات.
أما إذا رأوا القسوة أو السخرية، فسيكررونها بينهم دون وعي.


🌸 خامسًا: وصية لكل أبٍ وأم
يا من تريدون أسرة مطمئنة،
ازرعوا في قلوب أبنائكم حبّ بعضهم بعضًا قبل أن تزرعوا فيهم حبّ الدنيا.
علّموهم أن الأخ لا يُعوض، وأن الأخت هي الأمان بعد الأم.
فالمحبة بين الإخوة ليست ترفًا، بل درعٌ يحمي الأسرة من التفكك، ويصنع جيلًا متآلفًا رحيمًا.

💠 في موقع الزواج السعيد
نذكّر كل والدٍ ووالدة أن زرع المحبة بين الأبناء عبادةٌ تؤجران عليها،
فبها يحيا البيت في سكينة، وتنبت القلوب على الصفاء،
ويكبر الأبناء حاملين رسالة السلام، لا الغيرة والخصام.