بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

خطورة الاقتراض بالربا لتكاليف الزواج

إن الزواج في الإسلام قائم على اليسر والبركة، وقد حثّنا النبي صلى الله عليه وسلم على تيسير أمره: “أعظمُ النِّساءِ بَرَكةً أيسرُهنَّ مَؤُونةً”. ولكن في زماننا هذا، قد ينجرف المقبلون على الزواج وراء المغالاة في المظاهر، فيقعون في خطيئة الربا (القروض بفائدة) لإتمام التكاليف الباهظة، وهذا يُعدُّ بداية غير مباركة لحياة كان من المفترض أن تقوم على السكينة والبركة.

 

1. الربا: حرب على بركة الزواج

لقد أعلن الله سبحانه وتعالى الحرب على المتعاملين بالربا في كتابه الكريم: (البقرة: 278-279).

فكيف يُقدم الشاب أو الفتاة على بناء حياة جديدة، أساسها المودة والرحمة، وهو يبدأها بمحاربة الله ورسوله؟! إن هذا الذنب العظيم، الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بسبعين باباً من الإثم، يذهب ببركة المال والعلاقة على حد سواء.

 

2. الآثار المدمرة للربا على الحياة الزوجية

إن اقتراض المال الربوي من أجل تأثيث بيت أو إقامة حفل زفاف ضخم لا ينعكس سوءه على المال فقط، بل يدمر ركائز السعادة الزوجية:

الأثر السلبي التفسير في الإطار الأسري
الضغوط النفسية المستمرة يبدأ الزوجان حياتهما وهما مُثقلان بالديون والفوائد المتراكمة، مما يُولّد قلقاً مستمراً، ويقتل فرحة البدايات.
الخلافات المادية المتكررة تتحول النقاشات حول الحب والمودة إلى جدل حول سداد الأقساط الشهرية والفوائد، وهذا من أهم أسباب الطلاق.
غياب البركة في الرزق الربا يمحق بركة المال. قد يزيد الدخل عدداً، ولكنه ينقص بركة وقيمة، فلا يشعر الزوجان بالغنى حتى مع كثرة المال.
تأخير الإنجاب أو الاستقرار قد يضطر الزوجان لتأجيل الإنجاب أو التخلي عن مشاريع استثمارية هامة للأسرة من أجل تسديد ديون المظاهر الزائفة.

3. البديل الشرعي: التيسير والبركة

في مقابل فخ الربا، يقدم الإسلام حلولاً عملية ومباركة لكل من يرغب في الزواج:

  • الاكتفاء باليسير: لا تجعل المظاهر مقياساً لنجاح زواجك. استعن بالله، وزوّج نفسك بما تملك. البيت لا يحتاج إلى فخامة ليحتوي الحب.
  • القروض الحسنة: اللجوء إلى الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإسلامية التي تقدم قروضاً دون فوائد، أو الاستعانة بالأهل والأصدقاء، مع كتابة الدين وتوثيقه.
  • العمل والادخار: تذكير المقبلين على الزواج بأن انتظار سنة أو سنتين لتأمين المال الحلال خير من البدء بديون ربوية تُنغص العيش.

 

الخاتمة: لا تُشترَى المودة بالمال الحرام

رسالتنا لكل شاب وفتاة مقبلين على الزواج: إن المودة والرحمة التي أمر الله بها لا تُشترى بالمال الحرام. إنّ البيت المبارك هو الذي يُبنى على تقوى الله وتيسير الزواج، لا على إغراق النفس في الديون الربوية لإرضاء المجتمع أو العادات.

ابدأ حياتك الزوجية بالبركة، لتعيش السكينة. فكن حكيماً، وارفض الدخول في حياض الربا مهما كانت الإغراءات.