بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

تربية الأبناء على الشجاعة والفروسية

من أعظم ما يُنشّئ عليه الوالدان أبناءهم أن يربّوهم على القوة والشجاعة والثقة بالنفس، فإن المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف، كما أخبر النبي ﷺ.

ولهذا جاءت توجيهات النبي الحكيمة لتغرس في الصغار روح القوة والإقدام، فقال ﷺ:

“علّموا أبناءكم السباحة والرماية وركوب الخيل”.

فهذه ليست مجرد مهارات رياضية، بل هي مدارس في الرجولة، والانضباط، وتحمل المسؤولية.
فالسباحة تغرس الثقة والقدرة على مواجهة الخطر، والرماية تُعلّم التركيز والصبر، وركوب الخيل يُكسب الولد العزيمة والقيادة، وكل رياضة دفاعية تزيده بأساً وحكمة وتحكماً في غضبه.

على الوالد أن لا يربّي ابنه على الخوف أو التردد، بل على العزة والكرامة والإقدام، مع غرس الرحمة في قلبه، حتى يجمع بين القوة والخلق، وبين الشجاعة والحلم.

إن الولد الذي ينشأ على القوة المنضبطة والأخلاق الرفيعة، يكون عوناً لنفسه وأهله وأمته، ويدرك أن الشجاعة ليست في العنف، بل في ضبط النفس، والقدرة على الدفاع عن الحق دون ظلم أو عدوان.

فلنحرص على أن نُدخل أبناءنا ميادين الرياضة والفنون القتالية، كما نُدخلهم ميادين العلم والإيمان، ليكبروا أقوياء في أجسادهم، راقين في أخلاقهم، متوازنين في شخصياتهم.