بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

تحبيب البنات في الحجاب

ستر الجمال.. وغرس الحياء منذ الصغر

الحجاب ليس مجرد قطعة قماش تُوضع على الرأس، بل هو تاجُ الطهارة وعنوانُ العفّة، وشعارُ الأنثى المؤمنة التي تُقدّم رضى الله على زينة الدنيا.
وغرس حبّ الحجاب في قلوب البنات منذ الصغر من أعظم مسؤوليات الوالدين، لأنه ليس أمرًا يُفرض فجأة، بل يُزرع بالتربية والقدوة والحنان.

أولًا: البداية بالقدوة

الطفلة تنظر إلى أمّها نظرة إعجابٍ وتقليد، فإذا رأت أمّها تلبس الحجاب بخشوعٍ وجمالٍ واعتزاز، أحبّت أن تكون مثلها.
أما إذا سمعت الأمّ تشتكي من الحجاب أو تتهاون به، فستراه عبئًا لا نعمة.
فالقدوة الصامتة تُغرس في القلب أعمق من آلاف الكلمات.

ثانيًا: التحبيب قبل التكليف

قبل أن نأمر البنت بالحجاب، علينا أن نحبّبه إلى قلبها.
نحدثها عن معنى الحياء، وأن الحجاب ليس حرمانًا، بل صيانةٌ لكرامتها، وأنه يجعلها غالية لا تُعرض للأنظار.
يمكن أن تُكافأ الطفلة الصغيرة عندما تلبسه، أو تُسمع قصص الفتيات الصالحات اللواتي التزمن بالحجاب منذ صغرهن، فينشأ في نفسها ارتباطٌ جميلٌ به.

ثالثًا: متى يُفرض الحجاب؟

لا يُفرض الحجاب على الطفلة الصغيرة التي لم تبلغ، ولكن يُعوَّد عليه منذ سنّ التمييز (7–9 سنوات) تدريجيًّا، حتى إذا بلغت سنّ التكليف وجب عليها ارتداؤه كفرضٍ شرعي.
قال النبي ﷺ:
«مُروا أولادَكم بالصلاة وهم أبناءُ سبعٍ، واضربوهم عليها وهم أبناءُ عشرٍ»
[رواه أبو داود]

وهذا التدرّج في التعليم يشمل أيضًا ستر الجسد وغرس الحياء، حتى لا يكون ارتداء الحجاب عند البلوغ مفاجئًا أو صعبًا، بل عادةً محبوبةً وعبادةً مألوفة.

رابعًا: تصحيح المفاهيم

علينا أن نعلّم بناتنا أن الحجاب ليس علامة تخلفٍ أو كبتٍ، بل رمزُ الحرية الحقيقية من نظرات الناس وأهوائهم.
وأن الجمال الحقيقي ليس في إظهار الزينة، بل في نقاء القلب ونور الطاعة.
كما ينبغي أن نحذر من السخرية من المتبرجات أو التنمّر عليهن، بل نربيهن على الرحمة والدعاء لغيرهن بالهداية.

خامسًا: بيئة داعمة

البيت الذي تُكرَّم فيه الفتاة على حيائها، وتُمدَح عندما تختار الستر، هو بيتٌ يُخرّج مؤمناتٍ عفيفات.
فلنُهيّئ لها الجوّ المناسب: فساتين محتشمة جميلة، قدوات طيبة، وتشجيعٌ مستمر على الستر دون ضغطٍ أو تهديد.

سادسًا: ثمار الحياء في الدنيا والآخرة

الفتاة التي تحبّ الحجاب منذ صغرها تكبر على العزة والوقار، فلا تخضع لمقاييس الموضة ولا لنظرات الناس.
وتعيش في طمأنينةٍ لأنها تعرف أن الله يراها راضيةً عنه، مطمئنةً بطاعته.

🌸 وفي موقع الزواج السعيد
نذكّر الآباء والأمهات أن غرس الحياء في البنات هو حراسةٌ للقلوب قبل الأبدان، وأن تعليم الحجاب لا يبدأ عند البلوغ، بل منذ نعومة الأظفار، بالحبّ والقدوة والرحمة.

فمن أحبّبن الحجاب صغارًا، أحببن الله كبارًا،
ومن تربّين على الستر، سلِمت قلوبُهن من الفتن،
وكانت بيوتهن مناراتٍ للعفّة والنور.