بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

الصلاة… عمود الدين وأعظم ما نغرسه في قلوب أبنائنا

الصلاة ليست مجرد حركاتٍ تؤدّى، بل هي صلةٌ بين العبد وربّه، ومصدر النور والسكينة في الحياة.
ومن أعظم واجبات الوالدين أن يُعلّما أبناءهم الصلاة منذ الصغر، ويُحبّبوهم فيها، لأن من نشأ على الصلاة نشأ على الطاعة والبركة والطمأنينة.

قال النبي ﷺ:
«مُروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر.»
(رواه أبو داود)

فهذه وصية نبوية واضحة تُبيّن أن تربية الأبناء على الصلاة ليست اختيارًا، بل فريضة على كل والدٍ ووالدة.


🕌 ثانيًا: لماذا نُعلّم أبناءنا الصلاة في الصغر؟

  • لأنّ القلوب الصغيرة أكثر قابلية للتأثر، وما يُزرع فيها يبقى مدى الحياة.

  • ولأنّ الصلاة تحفظهم من الانحراف حين يكبرون، فهي درع الإيمان.

  • ولأنّ الصلاة تغرس مراقبة الله في نفوسهم، فيستقيمون حتى في غياب والديهم.

  • ولأنّ من تعوّد الوقوف بين يدي الله صغيرًا، لن يركع للهوى أو الشيطان كبيرًا.


🌿 ثالثًا: كيف نُحبّب أبناءنا في الصلاة؟

  1. القدوة أولًا
    فالأب الذي يُصلّي بخشوع، والأم التي تُبادر للصلاة وقت الأذان، هما أعظم درس عملي.
    فالأطفال لا يتعلّمون بالكلام بقدر ما يتعلّمون بالمشاهدة.

  2. التعليم بالحب واللين
    لا تجعل الصلاة عبئًا أو عقوبة، بل قدّمها له كفرصة للحديث مع الله.
    حدّثه عن ثوابها، عن النور الذي يملأ وجه المصلّين، وعن مكانتهم في الجنة.

  3. التحفيز والتشجيع
    امدحه إذا صلّى، وقدّم له مكافأة صغيرة، ليرتبط في ذهنه أن الصلاة تُرضي الله وتُفرح والديه.

  4. اصطحابه إلى المسجد
    دعه يرى المصلّين ويشعر بأجواء الإيمان، فهي تغرس في قلبه حب الجماعة والطمأنينة.

  5. استخدام القصص والتذكير الجميل
    احكِ له قصص الأنبياء والصالحين، وكيف كانوا يُحافظون على صلاتهم في كل حال.


💬 رابعًا: الأخطاء التي يقع فيها بعض الوالدين

  • الصراخ أو الضرب عند التذكير بالصلاة، مما يُنشئ نفورًا لا حبًّا.

  • التناقض بين القول والفعل؛ يُطلب من الابن الصلاة بينما الأب نفسه يؤخرها.

  • الانشغال بالماديات (الدراسة – الألعاب – المظهر) ونسيان أهم ما يبني الشخصية: الصلة بالله.


🌸 خامسًا: ثمار الصلاة في حياة الأبناء

من ذاق لذة الصلاة في صغره عاش قلبه مطمئنًا، ولسانه ذاكرًا، وسلوكه مستقيمًا.
فالصلاة تُطهّر القلب من الغفلة، وتُعين على النجاح في الدنيا والآخرة.
وما أجمل أن ترى أبناءك يكبرون وهم يُصلّون، فتشعر أن تعبك لم يذهب سُدى.

قال تعالى:
﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ﴾
[طه: 132]


🌺 سادسًا: في موقع الزواج السعيد

نذكّر كل والدٍ ووالدة بأن الصلاة هي تاج التربية، وهي الحصن الذي يحفظ أبناءكم من فتن الزمان.
اغرسوا فيهم حب الصلاة قبل أن تفرضوها، واصبروا على تعليمهم كما تصبرون على تعليمهم القراءة والكتابة.

فالبيت الذي يُصلّى فيه هو بيتٌ مباركٌ تحفّه الملائكة، ومن رُبي على الصلاة لن يعرف الضياع.
وما أجمل أن يكون شعار كل أسرةٍ مسلمة:

“نُصلّي معًا… لنعيش في رحمة الله معًا.”