الصبر عن الحرام لمن لم يتزوج… طريق العفّة ورفعة الإيمان
كيف يحفظ الشاب أو الفتاة أنفسهم من العادة السرية، والإباحية، والعلاقات المحرمة؟
أولًا: العفّة عبادة عظيمة يرفع الله بها عبده
في زمنٍ كثرت فيه الفتن، وسهل الوصول إلى الحرام بضغطة زر،
صار الصبر عن الحرام من أعظم أبواب الجهاد.
قال النبي ﷺ:
“سبعة يُظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظله… ورجل دعته امرأة ذات منصبٍ وجمالٍ فقال: إني أخاف الله.”
[رواه البخاري ومسلم]
فمن ترك الحرام وهو قادرٌ عليه،
رفعه الله مكانًا عليًّا،
وأبدله بلذة الطاعة، وطمأنينة القلب، ونور الوجه.
ثانيًا: وهم اللذة الزائلة
من يظن أن العادة السرية أو مشاهدة المقاطع المحرمة تُخفف عنه،
فهو في الحقيقة يزيد نفسه ألمًا بعد كل لحظة ضعف.
🔸 تقتل هذه الأفعال روح العفة، وتُضعف الإيمان.
🔸 وتُورث الشعور بالذنب، والكسل، والفتور في العبادة.
🔸 وتُشوّه صورة العلاقة الزوجية في الذهن،
فيصبح الإنسان أسير الخيال لا يرضى بالحلال.
قال الله تعالى:
﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ﴾
[النور: 33]
أي من لم يقدر على الزواج فليجاهد نفسه على العفاف،
فالله وعده بالغنى والعوض الكريم.
ثالثًا: وسائل تعين على الصبر والعفّة
💠 1. دوام الصلة بالله
الصلاة في وقتها، وقيام الليل، وذكر الله —
هي مفاتيح الثبات.
فمن ملأ قلبه بالله لم يجد في الحرام لذةً أبدًا.
💠 2. غضّ البصر ومراقبة الخواطر
كل نظرةٍ هي شرارة، وكل خاطرٍ هو بداية طريقٍ.
احذر البداية، تُعفَ من النهاية.
قال النبي ﷺ:
“العينان تزنيان، وزناهما النظر.”
[رواه مسلم]
💠 3. الابتعاد عن المثيرات
احذف التطبيقات والمواقع التي تفتح باب الفتنة.
غيّر نمط استخدامك للإنترنت:
تابع العلم، الدعوة، المهارات، لا الشهوات.
💠 4. شغل الوقت بالنافع
الفراغ باب الفتنة الأكبر.
املأ وقتك بتعلّم، أو عمل، أو رياضة، أو تلاوة.
فالنفس إن لم تشغلها بالطاعة، شغلتك بالمعصية.
💠 5. الصيام والذكر
قال النبي ﷺ:
“يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء.”
[رواه البخاري ومسلم]
فالصيام يُضعف الشهوة ويُقوّي الإرادة،
ويُربّي النفس على التحكم والرقي.
رابعًا: لا تجعل الشهوة تُضعفك عن الدعاء
ربّ شابٍ أو فتاةٍ ظنّ أن الزواج بعيد،
لكنهم دعوا الله بصدق، ففتح لهم أبوابًا لم تخطر على بال.
قال الله تعالى:
﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾
[غافر: 60]
فلتكن توبتك وبكاؤك بين يدي الله لا في جوّالٍ أو شاشةٍ،
ولتعلم أن الصبر الآن هو جسر الوصول إلى الزواج الحلال غدًا.
خامسًا: خطوات عملية للتوبة والثبات
🌿 احذف كل أثرٍ للحرام من هاتفك وجهازك.
🌿 جدد توبتك في كل مرة تقع فيها، ولا تيأس.
🌿 استبدل عادة العزلة بالصُحبة الصالحة.
🌿 اقرأ عن الجنة، لتتذكر أن اللذة الحقيقية هناك لا هنا.
واعلم أن الله لا يخيّب من صدق في طلب العفاف،
فمن ترك شيئًا لله عوّضه الله خيرًا منه.
سادسًا: حين يتأخر الزواج، فذاك اختبار لا حرمان
قد يؤخر الله زواجك لحكمة،
ليطهّر قلبك، ويُربّيك على الصبر،
ويُعدّك لتكون زوجًا أو زوجةً صالحةً يومًا ما.
فاصبر، فإن الله يُمهّد لك الخير على قدر ثباتك.
قال تعالى:
﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾
[آل عمران: 146]
🌺 في موقع الزواج السعيد
نذكّر إخواننا وأخواتنا أن العفاف ليس ضعفًا،
بل هو قوة الإيمان ورجولة النفس وسموّ القلب.
ومن صبر عن الحرام وهو قادر عليه،
أكرمه الله بزواجٍ مباركٍ، وسعادةٍ طاهرةٍ، وبركةٍ تمتد في ذريته.
فاجعل نفسك اليوم عفيفةً ليُكرمك الله غدًا بالحلال،
واحفظ جوارحك لتجد في كل لحظةٍ أن الله يحفظك.

