السعي في تزويج الناس… عبادةٌ عظيمة وأجرٌ لا يُقدّر بثمن
كن سببًا في بناء بيتٍ مسلم، تُكتب لك الحسنات ما دام الزوجان على طاعة الله
أولًا: الزواج… عبادة عظيمة وصدقة جارية
الزواج في الإسلام ليس مجرد عقدٍ بين رجلٍ وامرأة،
بل هو بناء أسرة، وغرس ذريةٍ مؤمنة، وتحقيقٌ لسنّة الله في عمارة الأرض.
ومن أعظم القُربات إلى الله أن تكون سببًا في جمع زوجين على الحلال،
فتُسهم في إقامة بيتٍ مسلمٍ جديدٍ يعبد الله ويُكثّر الأمة.
قال النبي ﷺ:
“من كان في حاجةِ أخيه، كان الله في حاجته.”
[رواه البخاري ومسلم]
وأيُّ حاجةٍ أعظم من أن تُعين مسلمًا على الزواج والعفاف؟
فمن يسعى في هذا الباب نال أجرًا عظيمًا لا ينقطع،
لأن كل صلاةٍ، وولدٍ صالح، وعملٍ طيبٍ في ذلك البيت،
يُكتب في ميزان من كان سببًا فيه.
ثانيًا: فضل السعي في الزواج والتوفيق بين الناس
قال الله تعالى:
﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ﴾ [النساء: 114]
والتوفيق بين رجلٍ وامرأةٍ بالمعروف، وإعانتهما على الزواج،
هو من أعظم صور الإصلاح بين الناس،
لأنه يطفئ فتنة، ويُنشئ مودة ورحمة، ويحفظ الأعراض والأنساب.
بل إن الساعي في تزويج الناس يشارك في حفظ المجتمع من الفاحشة والانحراف،
ويُسهم في بناء الجيل القادم من أبناءٍ وبناتٍ صالحين.
ثالثًا: وسائل متنوعة للسعي في هذا الخير
ليست الواسطة في الزواج حكرًا على من يملك المال أو الجاه،
بل يمكن لكل مسلمٍ أن يشارك بحسب قدرته ومجاله:
💠 1. بالمال
أن تُعين شابًا على تكاليف الزواج، أو تُهدي تجهيزاتٍ بسيطة،
فلك أجر “من جهّز غازيًا فقد غزا.”،
فكيف بمن يُجهّز زوجين للطاعة والعفاف؟
💠 2. بالشفاعة الطيبة
أن تدلّ الصالح على الصالحة، أو تعرف شابًا صالحًا بفتاةٍ ملتزمة،
مع الحرص على الضوابط الشرعية في التواصل والاختيار،
فأنت بذلك وسيط خير، لا متطفلًا على الأعراض.
قال النبي ﷺ:
“اشفعوا تُؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء.”
[رواه البخاري ومسلم]
💠 3. بالعلم أو التقنية
قد تكون مبرمجًا، أو مصممًا، أو مدير مشروعٍ رقمي،
فتنشئ أو تساهم في منصة زواجٍ شرعيةٍ منضبطةٍ تخدم المسلمين،
فتُيسّر الزواج الحلال وتغلق أبواب الحرام.
فكل رسالةٍ تُرسل، وكل لقاءٍ صالحٍ يتم عبرها،
هو أجرٌ يجري عليك بإذن الله، مادامت النية خالصة.
💠 4. بالدعوة والتوعية
أن تنشر في مجتمعك فكرة “التيسير في الزواج”،
وتشجع الناس على تزويج أبنائهم وبناتهم من أهل الدين والخلق،
فتكون سببًا في إصلاح فكرٍ منحرفٍ يرى الزواج عبئًا لا عبادة.
رابعًا: السعي مع النية الصالحة… يرفعك عند الله
ليست المسألة أن “تزوّج اثنين فقط”،
بل أن تسعى بنيّة طيبة خالصة،
تبتغي بها وجه الله وحده.
قال النبي ﷺ:
“إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى.”
[متفق عليه]
فلو سعيت في الزواج ولم يتم الأمر،
لك الأجر بنيّتك،
فما بالك بمن كان سببًا في زواجٍ مباركٍ وذريةٍ صالحةٍ تمتد بعده؟
خامسًا: دعوة للأزواج والزوجات الصالحين
يا من رزقكم الله الزواج والعفاف،
اجعلوا من زواجكم بابًا لخدمة غيركم.
يمكنكما كزوجين أن:
🌿 تفرّقا من وقتكما لمساعدة العزّاب والعزباوات في التعارف الشرعي.
🌿 أو تشاركا في تأسيس مبادرةٍ أو مجموعةٍ تُيسّر الزواج الحلال.
🌿 أو تكونا قدوةً تُظهر جمال الزواج الملتزم، ليقتدي بكم غيركم.
فهذه الأعمال تبني أُسرًا، وتحفظ قلوبًا، وتنشر الطهر في الأمة.
🌺 في موقع الزواج السعيد
نذكّر الأحبة أن السعي في تزويج الناس عبادة عظيمة،
تجمع بين نية الإصلاح، ونشر العفاف، وبناء الأمة.
فمن كان سببًا في زواجٍ صالحٍ،
كان له من الأجر ما لا يُحصى،
لأن كل صلاةٍ، وولدٍ صالح، وبيتٍ مستقرٍّ،
هو ثمرة غرسه المبارك.
فلا تحتقر أيّ وسيلةٍ للخير،
فلعلّ كلمةً منك، أو فكرةً، أو موقعًا أنشأته،
تكون سببًا في زواجٍ يسعد به بيتان،
ويُرضي عنك الرحمن.

