بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

التدخين من الأمور التي شاعت في المجتمعات، وقد اختلف العلماء في حكمه بين التحريم والتحليل مع الكراهة، ومع ذلك فإن كثيرًا من الناس ما زالوا يدخنون، فماذا يقول الشرع عن الزواج من مدخن؟ وهل يعد التدخين مانعًا من الزواج؟ وما الواجب على المسلم والمسلمة عند اختيار شريك الحياة؟ هذه أسئلة نجيب عنها في هذا المقال مستندين إلى الكتاب والسنة ومنهج أهل السنة والجماعة.


أولًا: حكم التدخين في الإسلام

  • قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
    “كل مسكر وخمر وكل مضارّ ومفسد يجب اجتنابه”.
  • وقوله ﷺ:
    “لا ضرر ولا ضرار”
    يدل على تحريم كل ما فيه ضرر.
  • وقد رأى كثير من العلماء المعاصرين تحريم التدخين لأنه يضر بالصحة، ويهدد النفس، والمال، والبيئة.

ثانيًا: التدخين وتأثيره على الأسرة

  • التدخين قد يؤدي إلى أضرار صحية وخيمة تؤثر على المدخن وأسرته، كالأمراض التنفسية والقلبية.
  • قد يسبب التدخين النفور في العلاقة الزوجية، وخاصةً إذا كانت الزوجة تكره رائحة الدخان أو تخشى على صحتها وصحة أطفالها.

ثالثًا: الزواج من المدخن: هل هو جائز؟

  • الزواج من مدخن جائز شرعًا إذا كان مؤمنًا ملتزمًا بأركان الإسلام، ولم يكن التدخين سببًا لضرر بالغ أو ظلم.
  • لكن من الحكمة أن يكون الطرف الآخر واعيًا بمخاطر التدخين، ومتحدثًا مع المدخن لتقليل الضرر، أو محاولة الإقلاع عنه.
  • في حال كان التدخين يؤثر على الحياة الزوجية بالسلب، يمكن أن يكون سببًا للمشورة الأسرية أو التحكيم.

رابعًا: نصائح للمقبلين على الزواج

  • احرص على اختيار شريك حياة يتمتع بالصفات الدينية والأخلاقية العالية، والالتزام بالصلاة والعبادات.
  • ناقش موضوع التدخين بصراحة وصدق، وبيّن أثره على الصحة والأسرة.
  • إن كان الطرف مدخنًا، حاول تشجيعه على الإقلاع أو التقليل.
  • لا تجعل التدخين وحده سببًا في رفض الزواج إذا لم يكن مصحوبًا بإهمال في الواجبات الدينية.

خامسًا: دور الزوجة في التعامل مع الزوج المدخن

  • عليها مراعاة الحكمة والمودة في التعامل، مع الدعاء له بالهداية.
  • يمكنها التنبيه إلى الأضرار الصحية بطريقة لطيفة ومحبة.
  • الصبر على هذا الأمر مع الأمل في التغيير مطلوب، ما لم يكن التدخين سببًا في ضرر مباشر أو ظلم.

خاتمة

التدخين عادة ضارة مكرهة، وقد يصل الحكم بها إلى التحريم عند أهل العلم، ولكن الزواج من المدخن جائز مع الاعتدال في التعامل معه، ومراعاة مصلحة الأسرة.
والأولى أن يُحافظ الطرفان على صحتهم والتزامهم الشرعي، فهذا أساس النجاح والاستقرار في الحياة الزوجية.