بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

اللحية في الإسلام من السنن المؤكدة التي دلّ عليها الكتاب والسنة، وهي سنة النبي ﷺ وأصحابه، وقد اتفق العلماء على استحبابها، واختلفوا في حكمها بين الوجوب والاستحباب.
وحين يواجه المسلم سؤال الزواج من رجل لا يعف لحيته، لابد من بيان المسألة بدقة، مع بيان أهمية اللحية، دون تعصب أو تعسف، وبما يراعي الواقع والمرونة الشرعية.


أولاً: حكم اللحية في الإسلام

  • قال النبي ﷺ:
    “أَمرتُ أن تُترك اللحية ويُقصر الشارب”
    رواه البخاري ومسلم.
  • كما أمر الصحابة بتركها ولم ينقصوا منها، فقال أبو هريرة رضي الله عنه:
    “ما رأيت أحدًا يسرع في أمر إلا في هذا الأمر (أي إطالة اللحية)”
    رواه البخاري.
  • قال ابن باز رحمه الله:
    “ترك إطالة اللحية بدعة”، وهي من السنن القويمة التي حافظ عليها النبي ﷺ.

ثانيًا: أهمية اللحية في شخصية المسلم

  • اللحية علامة رجولة ووقار، وسنة تتعلق بالسلوكيات الظاهرة التي تميّز المسلم.
  • تركها قد يكون إهمالًا في سنة من سنن النبي ﷺ، ويُعد نقصًا في الالتزام الشرعي.

ثالثًا: الزواج من رجل لا يعف لحيته: حكم ومراعاة

1. هل بترك اللحية يبطَل الإسلام أو يُحرم الزواج؟

  • لا، لا يبطل الإسلام بترك اللحية، لأن ترك السنن لا يخرج من الملة، لكن يكون من المكروهات أو البدع، حسب الأقوال.
  • فلا يُحرّم الزواج من رجل لا يعف لحيته، لأن الزواج قائم على الشروط الشرعية: الإسلام، العقل، البلوغ، الإيجاب والقبول، والرضا.

2. لكن هل يستحب الزواج من رجل يلتزم بالسنة؟

  • نعم، من الأفضل والأولى أن يكون الزوج ملتزمًا بالسنة في الظاهر والباطن، لأن ذلك يعكس التزامه بالدين، ويُسهل الحياة الزوجية.
  • قال النبي ﷺ:
    “تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة”
    رواه أحمد.

3. هل يجب على الزوجة إقناع الزوج بإعفاء اللحية؟

  • يمكن توجيه الزوج بالحكمة والموعظة، مع الدعاء له بالهداية، وبيان فضل الالتزام بالسنة.
  • لكن لا ينبغي أن يكون ذلك سببًا للفرقة أو النفور.

رابعًا: النصيحة العملية للمقبلين على الزواج

  • يفضل أن يتحرى الإنسان صفات الالتزام الشرعي عند اختيار الزوج، ومنها السنن الظاهرة كاللحية.
  • لكن لا ينبغي التشدد في الأمور التي لم تُحدّد نصوصها بالحرمة أو الإبطال.
  • الأهم أن يكون الزوج صالحًا متدينًا ملتزمًا بأصول الدين، ويصلح لأن يكون سندًا وشريكًا في الحياة.

خاتمة

اللحية سنة مؤكدة وتركها غير محمود شرعًا، لكنها ليست من شروط صحة الزواج أو بطلانه.
والأولى أن يكون الزوج ملتزمًا بالسنة ظاهرًا وباطنًا، لكن في النهاية يُعتمد على حسن الخلق والتدين والنية الصالحة، والله تعالى هو المعين والهادي إلى سواء السبيل.