بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

الخمر وتعاطي المخدرات من الكبائر التي حرّمها الله تعالى في كتابه الكريم، وحذر منها النبي ﷺ في أحاديث كثيرة، لما لها من أضرار جسيمة على الإنسان والمجتمع.
وعندما يواجه المسلم سؤال الزواج من شخص يشرب الخمر أو يتعاطى المخدرات، لا بد من التوجه للنصوص الشرعية والأحكام الشرعية الواضحة، مع مراعاة الواقع وحكمة الشريعة، حتى نحكم على الأمر بعد معرفة الحقوق والواجبات.


أولاً: حكم شرب الخمر وتعاطي المخدرات

  • قال الله تعالى:
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: 90]
  • قال النبي ﷺ:
    “كل مسكر خمر، وكل خمر حرام”
    متفق عليه.
  • المخدرات محرمة شرعًا لأنها تسبب الإدمان والضرر الكبير، وأجمع العلماء على تحريمها لأنها تسبب أضرارًا جسيمة.

ثانيًا: الزواج من مدمن خمر أو مخدرات: حكم شرعي

1. إذا كان الشخص مستمرًا في شرب الخمر أو تعاطي المخدرات بدون توبة أو ندم:

  • فلا يجوز الزواج منه، لأن ذلك يشكل ضررًا دينيًا ونفسيًا واجتماعيًا جسيمًا.
  • الزواج من مدمن مستمر يعرض الطرف الآخر والأبناء لمخاطر كثيرة.

2. إذا كان قد تاب وأقعد عن الخمر أو المخدرات وندم وتغير:

  • يجوز الزواج منه، بل يستحب، لأن التوبة مفتاح الرجوع إلى الله، قال تعالى:
    ﴿إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ﴾ [الفرقان: 70]

ثالثًا: الحكمة من تحريم الزواج من مدمن الخمر أو المخدرات

  • المحافظة على الدين والعفاف.
  • حفظ النفس والمال والعرض من الفساد والضرر.
  • بناء أسرة سليمة ومستقرة.
  • حماية الأبناء من الضياع والانحراف.

رابعًا: نصائح للمقبلين على الزواج

  • تحقق من التزام الطرف الآخر، واستفسر بصراحة عن سلوكه وعاداته.
  • لا تتسرع في الزواج قبل التأكد من صلاح الدين والأخلاق.
  • استشر أهل العلم والخبرة.
  • ادعو الله التوفيق والهداية.

خامسًا: دور الأسرة والمجتمع

  • التعاون على إصلاح المدمنين وتشجيعهم على التوبة والعلاج.
  • توفير الدعم النفسي والاجتماعي لهم.
  • توعية الشباب بخطورة هذه الأمور.

خاتمة

الزواج من مدمن خمر أو مخدرات منكر شرعي يؤثر على الفرد والأسرة والمجتمع، ومن الحكمة والشرع الامتناع عنه إلا بعد التوبة والرجوع إلى الله والتخلص من هذه الآفة.
فلنحرص على اختيار الشريك الصالح الذي يُعيننا على طاعة الله وعبادته، فتكون حياتنا زوجية مباركة مستقرة.