بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

الخيانة الزوجية… جرح لا يندمل

الزواج ميثاق غليظ، ورباط مقدّس جمع بين قلبين على المودّة والرحمة والصدق. فإذا دخلت الخيانة بين الزوجين، انكسر ذلك الرباط، وتصدّع جدار الثقة الذي يقوم عليه البيت. الخيانة ليست فقط أن تمتد يد أو تُرتكب فاحشة، بل هي قبل ذلك نظرة محرّمة، أو رسالة خفية، أو قلب مال إلى غير الحلال.

🌹 معنى الوفاء الحقيقي

الوفاء ليس كلمة تقال عند الزواج، بل هو سلوكٌ يوميٌّ يُترجم في أمانة النظر، وصدق الحديث، وحفظ الغيب. قال تعالى:

“فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله” [النساء:34]

فمن حفظ الله في قلبه، حفظه الله في بيته. ومن راقب ربّه، لم يجرؤ أن يخون من جعله الله أمانة عنده.

⚖️ آثار الخيانة على النفس والبيت

الخيانة تُطفئ نور القلب، وتزرع الندم، وتحوّل الدفء إلى برود، والثقة إلى شكّ، والحب إلى جفاء.
كم من بيتٍ تهدّم بسبب نزوة عابرة! وكم من زوجٍ خسر امرأةً صالحة لأنه لم يغضّ بصره، أو زوجةٍ أضاعت سعادتها لأنها انساقت وراء وهمٍ كاذبٍ على مواقع التواصل!

🕊️ توبة قبل فوات الأوان

البعض يظن أن باب التوبة يُغلق بعد الخيانة، لكنه مفتوح ما دامت الروح في الجسد. إن كنت قد أخطأت، فارجع إلى الله نادماً، واصدق التوبة، واطلب الصفح ممن ظلمت، فالله أكرم وأرحم.

“قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله” [الزمر:53]

🌼 كيف نحمي بيوتنا من الخيانة

  • غضّ البصر، وحفظ الجوارح.

  • ملء الفراغ العاطفي بين الزوجين بالمصارحة والاهتمام.

  • الابتعاد عن كلّ ما يثير الشهوة أو يضعف القلب.

  • تذكّر أن الله يراك، وإن غفلت عنك العيون.

  • الدعاء الدائم بالثبات والعفاف.

💖 كلمة أخيرة

الخيانة ليست نهاية الطريق، ولكنها جرحٌ عميقٌ لا يُشفى إلا بصدق التوبة، وكثرة الدعاء، وإحياء الثقة من جديد.
واجعل شعارك في الحياة:

“كما أحب أن يُصان قلبي، أصون قلب من وثق بي.”