بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

الزوج العصبي أو العنيف قد يشكل تحديًا كبيرًا في الحياة الزوجية، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز:
﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: 19]، أي بمعاملة حسنة ورحمة.
وفي المقابل، على الزوجة أن تعلم كيف تتعامل مع هذه الحالة بحكمة وفق الضوابط الشرعية، تحافظ بها على كيان الأسرة وتعمل على الإصلاح والتوجيه.


أولًا: نظرة الإسلام إلى الغضب والعنف

  • الغضب طبيعي، لكنه يجب أن يكون تحت السيطرة وعدم الخروج عنه.
  • قال النبي ﷺ:
    “ليس الشديد بالصُّرَعَة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب” رواه البخاري ومسلم.
  • العنف الجسدي مرفوض شرعًا، وقد نهى الإسلام عن الإيذاء والضرر.

ثانيًا: حقوق الزوجة في مواجهة العنف

  • للزوجة حق في الأمان والسلامة، فلا يجوز للزوج إيذاؤها أو تعنيفها.
  • قال النبي ﷺ:
    “استوصوا بالنساء خيرًا” رواه البخاري ومسلم.
  • وفي حالة استمرار العنف، يجب على الزوجة طلب النصيحة والمساعدة من أهل العلم أو الجهات الشرعية.

ثالثًا: كيف تتعامل الزوجة مع الزوج العصبي والعنيف؟

  1. الهدوء والصبر:
    • تجنّب المواجهة في وقت الغضب، وانتظار انقضاء حالة العصبية.
    • الدعاء له بالهداية وطلب العون من الله.
  2. الحوار الهادئ:
    • التحدث معه في وقت هدوئه، بلين ورفق، ومحاولة فهم أسباب غضبه.
  3. التوجيه والنصيحة:
    • تذكيره بحديث النبي ﷺ عن الرفق وأجر الصبر.
    • تشجيعه على التحكم في غضبه والالتزام بالأخلاق الإسلامية.
  4. طلب المساعدة:
    • في حال استمرار العنف، اللجوء إلى أهل العلم أو الجهات المختصة للحفاظ على سلامة الزوجة والأسرة.

رابعًا: مسؤولية الزوج في السيطرة على غضبه

  • عليه الالتزام بوصية النبي ﷺ في ضبط النفس.
  • تذكّر أن العنف قد يؤدي إلى هدم الأسرة وفساد الحياة.
  • طلب العلاج النفسي أو المشورة إذا كان الغضب مرضًا.

خامسًا: دور الأسرة والمجتمع

  • توعية الأزواج بحقوق الزوجات وضرورة الرفق في المعاملة.
  • توفير الدعم والمساندة للزوجة المعنفة.
  • تعزيز ثقافة الحوار والتسامح داخل الأسرة.

خاتمة

الحياة الزوجية تحتاج إلى التفاهم والرحمة، ولا مكان للعنف فيها.
الزوج العصبي مسؤول عن ضبط نفسه، والزوجة مدعوة للصبر والحكمة، مع السعي للإصلاح بالدعاء والنصيحة، ولجوء للعلماء إذا تعذر الأمر.
وبذلك تُبنى الأسرة على المحبة والاستقرار، وتُحفظ من التصدّع والفتن.