بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

البقاء من أجل الأسرة رغم الفتور

قد تمر الحياة الزوجية بمراحل مختلفة، تتغير فيها المشاعر بين الزوجين، وقد يضعف الود أو تنطفئ الرغبة، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن تُهدم الأسرة أو تُقطع روابطها. فالحياة الزوجية ليست قائمة فقط على المعاشرة، بل على المودة، والرحمة، والمسؤولية، والتضحية من أجل الأبناء واستقرار البيت.

في بعض الحالات، قد يتفق الزوجان – عن تراضٍ ووعيٍ مشترك – على البقاء معًا دون معاشرة زوجية، حفاظًا على كيان الأسرة ومصلحة الأبناء. هذا القرار ليس عيبًا ولا نقصًا، بل هو حكمة بالغة وتقدير للمسؤولية، إذا كان الطرفان راضيين به ولا يترتب عليه ظلم أو ضرر لأحدهما.

💞 مصلحة الأبناء أولًا

الأبناء يحتاجون إلى بيت مستقر أكثر من حاجتهم إلى مظاهر الحب الظاهرة بين والديهم. فحين يريان والديهما متفاهمين ومتعاونين في تدبير أمورهم، يشعرون بالأمان والسكينة، ولو كان بينهما فتور عاطفي. أما الخلافات أو الانفصال فيترك أثرًا نفسيًا عميقًا قد يمتدّ إلى مستقبلهم.

⚖️ شروط البقاء دون معاشرة

لكي يكون هذا الاتفاق نافعًا ومشروعًا، لا بد من تحقق شروطٍ أساسية:

  1. أن يكون عن تراضٍ تام بين الزوجين، دون إكراه أو ضغط.

  2. أن يحفظ كل طرف حقوق الآخر المادية والمعنوية.

  3. أن تُصان الأسرار ولا تُفشى تفاصيل الاتفاق لأحد.

  4. أن يكون الهدف الستر والإصلاح وحماية الأبناء لا الانتقام أو الإهمال.

🌸 الستر خيرٌ من الهدم

ما دام الزوجان قادرين على التفاهم وتسيير شؤون الحياة بالاحترام والرفق، فالبقاء في إطار الزواج أكرم وأحفظ من الطلاق الذي يشتّت الأبناء ويكسر مشاعرهم. فالستر والبقاء بحكمة خير من الانفصال بدافع الغضب أو الفتور.

🌿 خاتمة

الزواج ليس عقدًا جسديًا فقط، بل هو ميثاق روحي وأخلاقي، يمكن أن يستمر على أسس الاحترام والمودة، ولو دون معاشرة، إن كان في ذلك مصلحة راجحة للأسرة. وفي مثل هذه المواقف، يُظهر الزوجان نضجًا وإيمانًا بأن بقاء الأسرة واستقرار الأبناء نعمة تستحق الصبر والحكمة.