بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

الزواج من أعظم القرارات في حياة الإنسان، ولا ينبغي أن يُتّخذ بعاطفة فقط أو استعجال، بل يحتاج إلى تفكّر، واستخارة، واستشارة.
وقد أرشدنا النبي ﷺ إلى أهمية الاستشارة في كل شؤون الحياة، والزواج في مقدمتها.

قال رسول الله ﷺ:
“المستشار مؤتمن” [رواه أبو داود وحسنه الألباني]
أي أن الاستشارة أمر مشروع ويدل على العقل والحكمة، لا على الضعف والتردد كما يظنه البعض.


❖ لماذا نستشير قبل الزواج؟

  1. الزواج قرار مصيري طويل الأمد، لا بد أن يُبنى على رؤية متزنة، وليس على اندفاع عاطفي.

  2. الطرف الآخر لا يُعرف دائمًا بوضوح من النظرة الأولى، لذا نحتاج رأي من يعرفه عن قرب.

  3. الاستشارة تُكمل نظرتك، وتكشف أمورًا قد تغيب عنك.


❖ من تستشير؟

اختر من يتحلى بـ:

  • العقل والدين، لا يتبع الهوى.

  • الخبرة في الحياة، ويعرف التعامل مع الناس.

  • الصدق والأمانة، فلا يجاملك ولا يخدعك.

مثال:

  • والدك أو والدتك (خاصة الأم، فهي تعرف النساء جيدًا).

  • شيخ أو داعية موثوق.

  • قريب يعرف الطرف الآخر معرفة حقيقية.

  • صديق حكيم يعرفك ويحرص على مصلحتك.


❖ متى تكون الاستشارة ضرورية؟

  • عندما تتقدّم أو يُتقدّم لك شخص لا تعرفه جيدًا.

  • عندما تكون مترددًا بين شخصين أو غير مطمئن.

  • عندما يظهر شيء في الخاطب أو الخاطبة وتحتاج رأيًا محايدًا.

  • عندما ترى العاطفة بدأت تغلب العقل وتحتاج من يوازن القرار.


❖ ما الفرق بين الاستخارة والاستشارة؟

  • الاستخارة: تطلب بها الخير من الله، لأنها عبادة.

  • الاستشارة: تطلب بها النصح من الناس، لأنها سلوك عقلاني.

وكلاهما يكمل الآخر:

تستخير الله.. ثم تستشير أهل الحكمة.. ثم تمضي متوكّلًا على الله.


❖ هل يعيب الإنسان أن يستشير؟

أبدًا، بل هو دليل نضج ورجولة ووعي.
وقد كان النبي ﷺ -وهو المعصوم- يستشير أصحابه، فكيف بنا نحن؟
قال تعالى: {وشاورهم في الأمر} [آل عمران: 159]


✦ في “الزواج السعيد”:

نشجّع الأعضاء على طلب النصيحة قبل أي قرار زواجي، سواء من الأهل أو المشرفين الموثوقين أو من يملكون الخبرة. لأن الزواج لا يُبنى على الانطباع الأول فقط، بل على المعرفة والتثبّت والتأني.


❖ خلاصة:

الزواج الناجح لا يبدأ بالإعجاب فقط، بل يبدأ برؤية صادقة، واستشارة حكيمة، واستخارة مخلصة.
ومن استشار واستخار، قلّ أن يندم.