إيّاك أن تدعو على أبنائك… بل ادعُ لهم بالهداية والبركة
الأبناء زينة الحياة الدنيا، وهم أمانةٌ بين يدي الوالدين، يُربَّون بالكلمة الطيبة والدعاء الصالح، لا بالدعاء عليهم عند الغضب.
لكن للأسف، بعض الآباء والأمهات إذا غضبوا من أبنائهم قالوا كلماتٍ قاسية مثل:
“الله يأخذك!” أو “الله لا يوفقك!” أو “يا ليتك ما وُلدت!”
وهم لا يدركون أن هذه الكلمات قد تُفتح بها أبواب شرٍّ لا تُغلق.
🌿 الدعاء سلاحٌ خطير… فلا توجّهه في غير موضعه
قال النبي ﷺ:
«لا تدعوا على أنفسكم، ولا على أولادكم، ولا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعةً يُسأل فيها عطاء فيستجيب لكم.»
[رواه مسلم]
فالدعاء سلاح المؤمن، لكنه إن وُضع في غير موضعه كان كالسيف على أهله.
فكيف يدعو أبٌ أو أمٌّ على فلذة كبده، وهو قطعة من قلبه وروحه؟
إن غضبك لحظة، لكن دعاءك قد يُستجاب في لحظةٍ لا تعود بعدها الحياة كما كانت.
💔 أثر الدعاء السلبي على الأبناء
كلمات الدعاء الجارحة تُصيب قلوب الأبناء بجراحٍ لا تُرى.
فالطفل أو الشاب حين يسمع والديه يدعوان عليه، يشعر أنه مكروهٌ ومنبوذٌ، فينغلق قلبه، ويبتعد عن أهله أكثر بدل أن يعود إليهم.
ومن آثار ذلك:
🔸 ضعف العلاقة بين الأبناء والوالدين.
🔸 انكسار نفس الطفل وشعوره بعدم الأمان.
🔸 تولّد الغضب والعناد كرد فعل على القسوة.
🔸 بُعد الأبناء عن الدين والبيت فرارًا من الأذى النفسي.
فبدل أن يكون الدعاء وسيلة هداية، يتحول إلى سبب ضياع.
🌷 ادعُ لهم بالخير لا بالشر
إذا أخطأ ابنك، فقل:
🌿 “اللهم اهده وقرّبه إليك.”
🌿 “اللهم أصلح قلبه وأعماله.”
🌿 “اللهم اجعله من الصالحين.”
فربّ دعوةٍ صادقة من قلبٍ مكسورٍ في ساعةِ ليلٍ هادئة، تغيّر مجرى حياة ابنك كلها.
تذكّر أن الله تعالى قال عن نبيّه إبراهيم عليه السلام:
﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي﴾ [إبراهيم: 40]
فهذا هو منهج الأنبياء: الدعاء لأبنائهم لا عليهم.
🕊️ كيف تضبط نفسك عند الغضب؟
🔹 استعذ بالله من الشيطان، كما أوصى النبي ﷺ.
🔹 غيّر وضعك إن كنت قائمًا فاجلس، وإن كنت جالسًا فاضطجع.
🔹 اصمت ولا تنطق، لأن الكلمة وقت الغضب قد تُكتب عليك ندمًا طوال العمر.
🔹 تذكّر طفولتهم وبراءتهم، وأنهم بحاجة إلى توجيهٍ لا إلى لعنة.
🌸 في موقع الزواج السعيد
نذكّر الآباء والأمهات أن التربية ليست فقط طعامًا ولباسًا، بل هي رحمة ودعاء وصبر.
فالأبناء يُصلحهم الدعاء أكثر مما تصلحهم العصا.
ومن أراد أن يرى أبناءه صالحين، فليبدأ بإصلاح لسانه، وليكثر من الدعاء لهم في السجود والأسحار.
فربّ كلمة “الله يوفقك يا بني” كانت سببًا في بركة عمره،
وربّ كلمة “الله لا يوفقك” أغلقت في وجهه أبواب الخير.
فلنحذر أن نكون سبب تعاسة أبنائنا بألسنتنا،
ولنكن لهم دُعاةَ رحمةٍ لا دعاةَ نقمة.

