بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

إعداد البنت لحياتها الزوجية مسؤولية أمها

من أعظم مسؤوليات الأم تجاه ابنتها أن تُعدّها منذ صغرها لتكون زوجة صالحة وأمًّا ناجحة، لا أن تُترك حتى تتفاجأ بالحياة الزوجية دون خبرة أو تأهيل. فالتربية ليست طعاماً ولباساً فحسب، بل هي إعداد للحياة بكل تفاصيلها.

إن الأم الحكيمة تُعلّم ابنتها منذ نعومة أظفارها الحياء والرحمة وحسن التبعل، وتُدرّبها على القيام بواجبات بيتها من تنظيفٍ وطبخٍ وتنظيمٍ، وتُرشدها إلى فن التعامل مع الزوج والأبناء برفقٍ وصبرٍ وحكمة.

فالبيت مدرسة، وأول دروس الحياة تُتلقّى فيه. ومن شبّت على تحمل المسؤولية في بيت أهلها، سهل عليها النجاح في بيت زوجها، ووجد زوجها فيها السكن والمودة والراحة.

أما من نشأت مدللةً لا تُحسن خدمة نفسها، ولا تعرف الصبر أو التنازل، فإنها سرعان ما تعجز أمام أول اختبار في الحياة الزوجية.

ولهذا كان من واجب الأم أن تغرس في ابنتها حب البيت لا النفور منه، وحب العطاء لا التذمر منه، وحب الطاعة لا التمرد عليها.

فالأم الصالحة لا تُربي بنتاً لتُزف فحسب، بل تُربي امرأةً تبني بيتاً، وتُقيم أسرةً، وتُخرّج جيلاً صالحاً.